أبحث عن موضوع

الجمعة، 1 أبريل 2016

الاقزام يشنقون العمالقة.................. بقلم : عبدالجبار الفياض // العراق


(الى من مات في غربته يبحث عن قبر ومن مات في وطنه ملفوفا بكفن الغربة )

تحتها
دفنُهم بكفنٍ
بغيرهِ
بعزفِ ألحانِ التّوديعِ
ماهرون . . .
. . . . .
ليسَ لأحدِهمْ إلاّ أنْ يكونَ ناياً
يجمعُ أحزانَ الخريفِ رثاءً
يذوبُ بأقداحِ شايٍ ساخن . . .
خُطباً معقودةَ اللّسانِ
هزّةَ رأسٍ
سِنَةً من نُعاس
انطفاء . . .
. . . . .
أينَهمْ من ألقابٍ
تُستلُّ من صُحفٍ مندثرةٍ ؟
يخصفونَ حروفاً ميْتةً
قُفةً
ما فيها غيرُ زَبَد . . .
حكايا
جففوها قديدَ سَمَكٍ
تغصُّ به أرغفةُ الكفاف . . .
مُقرفٌ هذا الى حدِّ البصق !
. . . . .
كانَ بينَهم
يُخبّئُ آلامَهُ في تضاريسِ وجهٍ
يُرممهُ بابتسامةٍ كذب . . .
هو وداؤُهُ
على كراهةٍ يستبقان
مَغلوبٌ
يكسرُ سيفَ الغالب . . .
إنَّهُ يعصرُ آخرَ أيامهِ عِشقاً
جرعةَ دواءٍ بائسٍ
رُبَما
هي الاخيرةُ في قاعِ حياته . . .
يمضغُ الانحناء
وينامُ على جنْبٍ
كان سريرُهُ المتنقل !
. . . . .
كؤوسٌ سكرى بلذةِ الامتلاء
قِصاعٌ
تضيقُ بثريدٍ لم يعرفْهُ جوعٌ في بيتِ طين!
شِواءٌ
يُسطّحُ أعماقَ شهوةٍ شرهة
كُلُّ ما كانَ بعيداً عن طبقِه
تُحضرُهُ طرفة ُ عين . . .
أزرارٌ
تكادُ تغادرُ بيوتَها بلا استحياء
الفاتحةُ بحروفٍ مُنخنقة !
. . . . .
ازدردَ اليومُ غدَه
لا إسمَ لهذا الجديد
على براعتِهم في تسميةِ الأشياء !
أُلصقَ اسمُهُ على رأسِ شارعٍ مريض
بخطٍ كوفيٍ أنيق
ليس بينَهُ وقميصٍ
هَجَرَ المكواةَ منذُ زمنٍ صلةُ موصول . ..
. . . . .
نمْ قريراً
فقد أُعطيتَ خيراً كثيراً . . .
ألآ تسمعُ أبواقَ السّياراتِ في شارعِك ؟
في قاعتِكَ
تصدحُ حناجرُ الشّعراء
مدرستُكَ
تعلو بانحدار !
. . . . .
ما الذي تقولُهُ عيونُ الحافّين به ؟
علاماتُ تعجُبٍ
تُصابُ بخدرٍ
أسئلةٌ
تُبترُ بسكينٍ حادّة . . .
آينَ نصفُ هذا الهرْج ؟
وكانَ رذاذٌ منهُ
يكفي
لسقي يباسِ سنينَ عِجاف
أغرقَها السّراب !
. . . . .
لم هذا المُجون ؟
هذا العُهرُ الذي يُمارسُ بصلفِ البغايا ؟
أبوابٌ
تَنكحُها الرّيحُ ليلَ نهار
أوراقُ الزّينةِ
تُخفي كُلَّ شئ
ولو كانَ قمامة . . .
. . . . .
امسكوا هذه الجملَ السّائبة
بئستْ مناجلُ يَعقرُها نومٌ عندَ الحصاد . . .
ثناءٌ داكنٌ من شجرةٍ عقيم
تساقطُ صوراً مقلوبة . . .
امسكوا
هناكَ مَنْ يُؤذيه هذا اللاّشئ !
. . . . .
دعوا القبرَ الصغيرَ وساكنَه
بقعةً بلونِ الوطن
لا يهمُهُ إنْ أمطرتْهُ السّماءُ ذهباً . . .
دعوه
يتنفّسُ ديموقراطيةَ القبور . . .
اشنقوا بحبالِكم الملوّنة
ما طابتْ لكمْ ريحٌ
رستْ بكمْ سَفَن
رُبَما كانَ الصّغيرُ كبيراً !
لكنْ
حذارِ ثورةَ القبور !!
. . . . .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق