أبحث عن موضوع

الخميس، 17 مارس 2016

قراءات في دفتر الجنون ....69 ( شجرة الريح)................. بقلم : عباس باني المالكي // العراق




الأيادي الممتدة إلى شجرة الريح لتهز غفوة الحلم من فضاء مدن الماء، التي تغتسل بحدود نظرنا بين قوارب همس النسيم و قصور الشجر، التي تستمر بتقلب في وجع التاريخ .....
نتأرجح معها كأغنية استفاقت من عطبها في مرارات التاريخ الزاخرة بسطوة الإنسان من أجل أن يسبق الزمن، ولكنه يبقى يرابط في مكانه ويتقدم الزمن، حيث يترك التاريخ على وجهه أثار حوافر خيل اللحظات ويمضي ................
حين تكون جنبي تتجمع كل الأحلام كحضارات الغيب من ألق فيض السماء، حيث تغني الروح بتراتيل الملائكة وقت حضور الفردوس على أجنحتها، لأنها نبض السماء في مواويل الإنسان.
طيور النوارس تبحث عن صورتها الغارقة على سطح الماء .
العَبْارة تستمر بشق صدر الماء لتخرج أنفاسه، كأمواج غاضبة بزفير الأحياء الساكنة في عمقه ،نمر تحت الجسر المعلق على ضفاف القارات ليهدهد الريح في غفوة الماء الماسك بأصابع الرمل...
نرمي تقنيات الاتصال إلى الفراغ فيهرب الفراغ، إلى البعيد ويتحول إلى همس القريب ونصير كالأزهار متلاصقة بأغصانها في كل الأزمان ...
يخرج عطر وجودنا كاقتراب الحلم من حافة الذاكرة كرجرجة الموج عند شواطئ أسفار القصور، فتأتي عصارة الأحلام لتماثلنا في حوار الروح والذاكرة ونصير كامتزاج البحر مع لون السماء لتبقى الشمس مركبنا في الدروب إلى الروح ...
نعود إلى بداية رحلتنا ...
تقف كسارية الماء أغافل ذاكرة الضوء، لأخذ لها صورة وقت تحليق النهار بضوئه الذي قد لا ينقطع في سفر حياتي القادمة ......
أغفو أجدها تحولت إلى قطرة ماء في تاريخ البحر ...
تتحول النوارس إلى دمعة تراود البحر على روحه المسافرة في الأعماق ..
تتحول هي إلى روح أدمنت المجهول ....
فلا يكون العشق هو الكتابة الأولى والأخيرة على بياض ورق الروح دون توقف، دون ذوبان الأصابع في قارورة الأحلام بالنفس الأخير من الحياة ...
تكتسح دورة دم النهار بنبضات قلبها الذي يرشح الأحزان، حيث تضع شرايين روحها خارج زمن بياض الضوء ..
أتركها هناك على كرسي الانتظار وبقاياه وأعود إلى مطارات ذاتي دون انحباس الهواء في حنجرتي
أتنفس حضن الأبد وأغفو بين كفيها كالحمام الأبيض ..
تلوذ بين أضلاعي كدفء لا يذوب أبدا ...لا يذوب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق