سوداء....
شفافة هي ثياب الكون
عند المغيب....
لا شيء في الأفق
سوى تراتيل صمت...
تواري نعش الوجود
تحت الثرى....
لا شيء في الذاكرة...
سوى عناقٌ في ليالي البرد....
ودموع امرأة
تترقرق بين كفيّ
رجل سماويّ....
رحل قسراً
عن عالم....
أعدمت فيه العطور
على أبواب دمشق.....
كم هي ضبابية....
كم هي ساحرة
تلك اللوحة....
وهي ترتسم
من وراء حجاب....
لا شيء حاضر...
سوى أنفاس متصاعدة
من لوعة العشق....
روح مثقوبة
بأنين الله
على أبنائه.....
غيبوبة يكلّلها
عبق البخور....
غيبوبة تحاكي
رغبة سرمدية بالإنسلاخ....
بالتماهي....
ثمّ الغياب المقدّس....
ها أنتِ اليوم....
مجرّد طيف....
بقايا إنسان....
يفرغ محبرة ضحكاته التنكرية....
وعلاقاته الغرامية المشوّهة
فوق فستان المعمودية الأبيض....
ها أنتِ اليوم....
تسلكين درب "العدويّة"...
تهجرين طقوساً عتيقة....
فارغة المحتوى....
يستحضرها الأغبياء
بكل سذاجة
في لحظات التيه....
تمسحين على طفولتك
ذي الثوب المرقّع....
تسجدين لعذرية المحبة...
المثقوبة بأزيز الرصاص....
برغيف خبز يابس....
وحقنة دواء
ما زالت تضاجع
الجسد النحيل.....
ونظرات تائهة
فوق صفحات "البؤساء"....
ها أنتِ الآن
تتلفعين صمتك الدافئ.....
تغسلين شفتيك
بماء الكوثر....
تفلتين من دوامة الضياع...
التي تعتق الإنسان قسراً....
وتئِدُ المسوخ
تحت غبار النسيان....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق