أبحث عن موضوع

الأحد، 3 مايو 2015

وجوه الصمت ...................... بقلم : خديجة السعدي /// العراق



الوجه الأول: مرارة الصمتِ
يغيبُ الصمتُ طويلاً
وحينَ يجيء
يحملُ نعشَ الغريب
يرسمُ على جدارِ الوهنِ
رغيفاً من هموم
وطقوساً ليس لها مثيل.
هو ذا يرقصُ ألماً،
يموتُ جوعاً
يغفو على أرصفةِ الحنين
وفي معابدِ الفقرِ
وساحاتِ المُدنِ
صمتٌ وبؤسٌ يدور
ويلوذُ البعض بالرغبةِ والشكِ
وآخرون يسبّحون للّهِ في جهرٍ
ووراء الجدرانِ
ينسجون بأصابعِ الذلِ
صمتهم المرير
في الزمنِ المر

الوجه الثاني
الأمل

أكليلٌ يزهو
فوق بساطِ الصمتِ
ويهمسُ الموجُ
مُتسائلاً عن تلبّد الغيومِ
وتَجهم حمامات المُدنِ
وعلى الطريقِ المرصوفةِ بالآمالِ
أينعتْ نصفُ الأماني
وهي،
مازالتْ تحتَ تلكَ الشجرة الخضراء
تنتظرُ ثمرةً ناضجةً
وصوتُ نايٍّ من بعيد
ونظرةً خاطفة.

الوجه الثالث
هدوءٌ واطمئنان
صمتٌ آخر يجيء
فتهدأ الأرواح
كلّ الوجوه صامتة
ببطءٍ تتحركُ الأشياءُ
تُعانقُ نوارسَ الشاطئ
ورذاد الماءِ
وتُدغدغُ
بمزاميرِ الدفءِ
الزمنَ الجديد.
سحبٌ تفيضُ حالمةً
وببطءٍ أيضاً
بدأتْ تومضُ جدرانٌ
وترتفعُ ضحكات الأطفالِ
وتسقطُ رويداً رويداً
كلّ الحُجبِ
وتُبانُ فرحةُ الصمتِ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق