أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 27 نوفمبر 2018

صباحاتي ........................... بقلم : جميلة بلطي عطوي / تونس






في زاوية الصّمت رصّفتُ حقائبي ، دثّرت غضبي بلحاف الصّبر ، امتطيتُ مقولة الحكمة تهوّن المصاب الجلل.

كلّ صباح كنتُ أعانق شعاع الشّمس ، وإن غاب أعتلي صهوة الزّمن ، مع الطّيور أخفق بجناح الأمل في انتظار أن توصلني الرّحلة إلى شاطئ الأمان لكنّ التّيّار كان عنيدا ، كلّما سعى الخطو إلى التّقدّم صدّه بصلف صاديّ وتكالبت عليه الطّفيليّات من كلّ حدب وصوب تكبّله وتعيق حركته .رياضة يمارسها هذا الوقت الرّديء، يجنّد لها الأعوان ، يُغريهم فيسيحون في الأرض غثاء هادرا، يتكالبون على مزيد الحفر والنّبش والكسر والغنيمة تلمع في العيون سرابا خلّبا. يُسقطون كلّ القيم فلا هويّة ولا إنسانيّة ، يدوسون على الآلاف المؤلّفة تشقى من جوع وظمإ ولا مغيث.

صباحاتي تلك قَدَر مقدور أُقبلُ عليها بشغف وخوف ، أفتحُ لها بصري وسمعي فيتوزّعان بين رغبة ورهبة ، يومي قنديل أستنيرُ به في حلكة الرّحلة لكنّ العتمة تتحدّاه " تقدّ قميصه من دبر" فتتلجلج ذؤابته ، تكادُ تركعُ تحت صفعة الرّيح.

تلك الذّؤابة ُ، مهجتي تصمدُ في وجه القنوط ، في لجّة اليوم تركبُ قاربها ، تجدّفُ ، تهمسُ في أذن الوقت : لستُ وحدي ، أنظرْ، حولي القوارب تتجمّع والمجاديف تُشهر سيوفا في وجه الموج الهادر ’ تُعانق زرقة البحر , تَلبسُها درعا في وجه الطوفان .رحلتنا جماعيّة ، جبّارة ، إبحار تختفي معه الحدود فتعانق الأرض السّماء وتنتصب منصّة العدل.

شمس ودفء، خضرة ومحاصيل وصباحاتي كما عهدتها في وطني أغنية وتراتيل وأنا أحضن مذياعنا القديم , أدندن في بهجة أغنية تمتصّ تعب المرهقين.

" يا ناس حبّوا النّاس

اللّه موصّي بالحبّ

الحبّ فرح النّاس

يا ويل لما بيحبّ" .



24 / 11/ 2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق