أطرق باب البيت الكبير باكيا
أتجول بعينيّ على صور الأجداد والآباء
ألحياه متذبذبة كأمواج المحيط
أراقب الشاطئ زبد كثيف ضباب يغطس في الأفق البعيد
سفن بتثاقل تمخر العباب تتقدم نحو مستقبل مجهول
نوبات الحزن تصعد تهبط كقارب يطفو على اليم
أتذكرها ،كان النهر يوماً بحراً تذوب فيه الأنهار
محطات قطار طويلة مع الإنسان
فتيات يغنين بلا كلمات
شوارعنا بلا مسميات المدن مساحاتها فضاءات
فرسان بلا دروع أشباح
أشجار واقفة بلا أغصان يعكسها ظلال القمر
مات الربيع ليلة أمس
وتنصّتُ لصوت اليمام الشاكي
صوت ماء النهر خرير خافت وهمّي يناديني
النظرات تبحر نحو المصب
ضفافنا مهجورة صامتة معشبة بالقصب بدل الازهار
وجوه شاحبة ملفوفة بأحزانهم يحملون نعوشا يسيرون بلا خوفٍ وألم
تطول ظلالهم تنحني مندفعة بخطى ثابتة
خلفهم خيولا أدهميه مسرجة
تدق الصخر بحوافرها يتطاير شرار
سقط شهاب من السماء مات في النار
في نهاية الصيف مات الطير الأبيض وهدهد القفار
أفتح باب كوخي باكياً حياتي متذبذبة كموجة
تئنُّ باحتضار وسهل مترامي الأطراف
احتدام معركة صهيل الجياد
التماع السيوف يخطف الابصار ،أزيز رماح سقوط الفرسان
دماء جرت قانية نحو النهر اصطبغ ماؤهُ بالاحمرار
مساء هدأ أُوار المعركة نقل القتلى والجرحى
جياد مذبوحة على الأديم سيوف مخضبة بالدماء ورماح
سقطت حُسِبتُ من القتلى نشرت أسماؤهم أنا واحدٌ منهم
أسقطني الوالي من قوائم الجند ،ألفارس مات دفن في ساحة الوغى
لصقوا اسمي على الجدران بطولاتي معاركي
أعيش بلا اسم و عنوان أعلنوا وفاتي نهاية حياتي وتراثي
أقبع في زوايا قريتي أقاموا الحداد على روحي
شربت معهم مُرّ القهوة والتبغ
أتعذب أيها الوالي ردوا عليَّ حياتي
أنكرني الوالي والأهل والأحبة والجيران
عُد من حيث أتيت رششنا الماء على قبرك
يبقى وجهي يعلو ماء النهر حدَّ الطوفان
24/11/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق