لا سيارات اليوم في شوارع غزة تمسحها ..
لا خطابات اليوم تتلى على منابر الكروش المترفة ..
اليوم نداء السماء و العروج مقاومة ..
بلا ساقين .. كان قلبك يزحف نحو الاسلاك الشائكة .. و كانت الملائكة تجهز عرس الشهداء .. هي القدس و المهر دمك يا ابراهيم .. ما كذب الفؤاد و ما غوى .. هو الحب ينادي عشاق الجنة و انت ما كنت يوما إبن هذه الارض .. يوم عزفتْ صواريخ الشيطان و حمّ حمام الموت طارت أشلاؤك متناثرة تصرخ أحرار هذا الكون . يوم هرول المهرولون يكتبون مجدا على موائد المساومات و الخيانة .. أنت ما متّ يوم كان عليك ان تموت ..
كانت في الرسالة بقية و انت من يحمل سر الارض و القراءة ..
إقرأ .. إقرأ باسم فلسطين ..
باسم محمد و عيسى وآيات النصر المبين ..
باسم الدم المهروق من الوتين ..
ألا ان وعد الحرية آت ..
آت آت ، ولو بعد حين ..
أنت ما متّ يوم كان عليك ان تموت ..
انت تركت لنا منك بعضك .. تقيم علينا شهادة الراحلين .. يومها أسررت لأمك وانت تقبل كفيها أن هنا في أكناف بيت المقدس ، رجال ، لا تلهيهم مفاوضات و لا سلام عن ذكر آيات المقاومة و التحرير .. كنت تكتب أيها الزاحف على أقدامك التي ما عدت تملكها ، تكتب فريضة الوقت ..
ما كذب فؤادك أبا الثريا انت الموشوم على جبينك عهد المخلصين .. كيف سقاك الرب من حياض الصبر ابتسامة العزم وأنت تسارع قدرك كي ترحل عنا نحو سماء الحب ..
يا الله كيف تُسابق بلا أقدام تهجدَّ رصاصة ..
وحدها جبهتك حضنت رصاص الغدارين ..
وتركتنا يا ابراهيم نبكي دمك المتطاير في السماء ، نعيد الحياة للحياة و من صلب القهر نزرع في القلب ثورة ..
بلا ساقين زحفت نحو ربك وكُنّا نراك تطير ، تحفّك أسراب الشهداء .. تغطي أفق بلادك و بلادنا فلسطين ..
تعِدوننا بالعودة وبأقدام من نار وحديد ..
ترهبون بها عدو الله و عدو الانسانية ..
و نحن كنا نشرب من أرواحكم وعد الصابرين على وعد التراب .. اليوم نبايع القدس عروسة الشهداء .. و المهر دمنا ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق