حول طبق الحوار البرونزي المَطْلِي بالذهب ، كان يحدثهم عن آمالهم و طموحاتهم ، حدثَهم عن فلان و فلانٍ ، و أولاد فلانٍ ، و حياة أحفاده كيف ستكون كالتفاح الأحمر المروي بمنابع الماء العذب .
و كيف سيلبسون الثياب الصوفية و الجوارب القطنية ، و كيف حوريات الأحفاد ستلبسن أحزمة الفضة و تضعن سلاسل الذهب و كيف تتفاخرن بأقراط الألماس .
اشتد سيدهم حماساً و أصوات التصفيق تتعالى و قال بشدةٍ :
. !أنا سيدهم أجمعين
تمزق حزامه و سقط سرواله الكلاسيكي المخطط بالأبيض ، لو لم تكن سترته طويلة قليلا لبان كذبه المستور منذ عقد من الحياة.
غمز أحد الحضور لجاره بالكتف، ففهم الآخر المغزى ، و تنحنح الثالث بعد أن عجزوا عن التوافقِ مع سيدهم . قرروا الانقلاب عليه ، فطرقوا الأيادي و كسروا الأقلام ، قضموا العهود و تأبطوا حقائبهم و هتفوا :
-" تعبنا ..مللنا" ...سنتشاجر عراة في الغابات و الكهوف ، في الحارات و الساحات ، سنعيدكم إلى !بطون أمهاتكم ، سنجعلكم الأذلاء بعد العزة...
أبهرني المشهد الأخير في ذلك الفلم القصير أن سيدهم كان يتبول خوفا و الثلاثة يضحكون و الجمهور يصفق خلف الكواليس.
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق