قصيدتي التي ألقيتها يوم أمس في جلسة افتتاح مهرجان الكميت الثقافي الخامس في محافظة ميسان ....
كَفكِف دموعَك أيّها الحيرانُ
وانثر أساكَ فهذهِ مَيسانُ
وامسك جراحَكَ مُستباحاً مُذعِناً
واندُب فقد أكلَ الخُطا الميدانُ
فعلامَ تبكي تستشيطُ بحسرةٍ
فالعيشُ يُتمٌ هاهُنا وهوانُ !!!
ماقيمةُ العيشِ الدنيِّ اذا انطفى
ألقُ الحياةِ وصودرَ الانسانُ ؟
كَفكِف دموعَكَ انّ صُبحَك عاقرٌ
ذا الوقت ُ جدبٌ والمساءُ جبانُ
وعِصابةُ الشيطانِ تنفثُ سُمّها
في كلّ مِئذنةٍ سرى الخُذلانُ
وتناسلت سُدُمُ الظلامِ تعاقبت
تترا وراحَ على الأوانِ أوانُ
من ألفِ آهٍ كان دربُك عاثراً
مُتكربِلاً تبكي بكَ الأزمانُ
من ألفِ آهٍ والمصائبُ شُرعةٌ
من أينَ تبداُ والردى رُبّان ؟
هُم سنَّنوك وشيَّعوك طوائفاً
كي يقتلَ الحُلمَ الجميلَ (سنانُ)
هُم فرّقوكَ وهجّروك وسمّموا
رئةَ الوصالِ لتنتشي(نجرانُ)
فتحوا المزادَ ببيعِ رأسِكَ عُنوةً
حتى كأنكَ مُذ نشأتَ رِهانُ
نهبوا تُراثَكَ سوَّقوكَ مُشرّداً
ذبحوكَ فانتحرت بكَ الأكفانُ
يا أيّها المُدمى وليس كنايةً
بل أنتَ في لُغةِ الأسى عنوانُ
الطارئون ومن دِماك تسيَّدوا
ولكلِّ درداءٍ نَمت أسنانُ
قَضَموا مصيركَ حوَّلوهُ ممالكاً
في كلّ ناحيةٍ لهم أطيانُ
فكأنّ هذا المِصرَ ضيعةُ أهلِهم
أرأيتَ كيف تُملّكُ الرعيانُ ؟
والمُرجفون تصاعدت صيحاتُهم
قد بانَ للخُرس الأصُمِّ لسانُ
فاحمد الهكَ أنّ أنفكَ سالمٌ
للآن لم يُسرق وذي الآذانُ
***********
ياأيّها الحلمُ الكبير حكايتي
أنّي أُحبُّك أنتَ فِيَّ أذانُ
يا أيّها البلدُ الحبيب وعزوَتي
من نبعِ حُبّكَ يبتدي الايمانُ
مُذ كنتُ طفلاً حالماً مُتيقناً
أنّ النوارسَ عرسُها الشطآنُ
مُذ كنتُ طفلاً عاشقاً متسلّقاً
نخلَ العراق يهابُني الطغيانُ
ونشأتُ صَبّاً صرتُ فيه دريئةً
أرنو اليه فيزدهي البُنيان
وزرعتُ فيه من المِدادِ خميلةً
رقصَت على أفيائِها الأغصانُ
ونسجتُ من عُشقي اليهِ قصيدةً
يشدو بها أبدَ الزمان زمانُ
فأنا بمحراب العراق محجّةٌ
وأنا بسفرِ الخالدين مُصانُ
وحملتُ قلبي عندَ حشدهِ مونقاً
بالأُمنياتِ فأورقَ البُستانُ
انّي على الحشدِ المقدّسِ بَيرقي
يعلو فتسقطُ تحتهُ الأوثانُ
النجف : 6-12-2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق