لن يَعْرِفَ الإنسانُ مَـنْ وما حوله، قبل أن يَعْرِفَ مَنْ هو، لأن قيمتَه مُرتبِطةٌ بما يُقدِّمه، وقامتَه ليست بمعزلٍ عمَّـن وما يؤخِّرُه.
لأن الإنسانَ لم يعد مُخيراً بين "إما أن يكون، أو لا يكون" بل عليه أن يكونَ للناسِ ومعهم، لأنه بهم ومنهم، فهم الدرعُ الواقية، والجنةُ الباقية، بعد طولِ عُـمْـرٍ وحُـسْنِ عمل.
مَعْرِفةُ مَـنْ حولك، وإدراكُ ما حولك، يقطعان الخطوةَ الأولى، في مِشوارِ الألفِ ميلِ من العطاء بحُب، والحبِّ بإيثار، والإيثار بروحٍ شفافة، تتخطى الزمانَ والمكان.
عليكَ كإنسان، سَبْــرُ أغوارِ نفسِك، قبل غيرك، وفهمُ غايَـتِكَ قبل وسيلَـتِك، والاستعدادُ بسلامِكَ قبل سلاحِكَ، ويَجِبُ أن يأمَـنَ الغيـرُ غَدْرَكَ، قبل بَحْثِكَ عن الأمانِ من غدرِهم.
لأن العلاقاتِ الإنسانية، حُـقوقٌ وواجِـبات، ووسائلها لابد أن تكونَ مُرتبِطةً بالغايات، قبل المصالحِ والحاجات، وتوازُنُ الإنسانِ أهم من التوازُنات...!
أما تكبيــرُ الإنسان نفسه، فيُصغِّره في عيون غيره، وإسرافُه في مَدْحِ نَفْسِه، يُعرِّضُهُ للانتقاد، وإفراطهُ في تضخيمِ أفعالِه، يجعلُ الجميع ينفضون من حوله.
من أنا، لابد أن تَسْبِقَ مَنْ هم، لأن الثقةَ بالغير أساسُها الثقة بالنفس، والالتزام بالحِكمة والإنصاف، يُجَــنِّبُ الإنسانَ اتهامَ الآخرين بالتهورِ والظلمِ وغيرِهما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق