الساعةُ الأخيرةُ
من نهارٍ أبيض
أدسُ أنفَ نفسي
في غابةِ الليلِ الكثيفة
وأرتدي أوراقَ الشجرِ
كأغلى هندامٍ عندي
ألتحفُ الأدغالَ
الأحراشُ تسندُ ظهري
خشيةَ لدغةِ بعوضةٍ
أو لسعةِ نحلةٍ ضارة
كنتُ أفكر
في زلفةٍ من حلمي
البادي على نعاسِ أحداقي
أدخلُ في لحاءِ جذعٍ منسيٍ
تحت ظلٍ كاتمِ للضوء
على مقربةِ قدمٍ وأصبعِ واحد
من سواقي وعورةِ المسيرِ
لم تفاجئني النجومُ
حينما رمتني برمالِ القمرِ الباهت
ولم يرعبني تشققَ النهرِ
تحت السريرِ الوثيرِ
بثرثرةِ الظنونِ
ووسواسِ الصدورِ
ينتابي شيءٌ من الإيمانِ
بتلاوةِ معوذةِ القبورِ
قبل برزخها الطويلِ
بامتدادِ الموتِ
سأخلعُ من أغصانِ الظلامِ
ورقَ الجنةِ
وأسترُ بها عورةَ كلماتي
وأغطي خجلي برضابِ القولِ المعسولِ
من خلايا الطنينِ
هي مغامرةٌ حتماً
وضربٌ من صرعةِ الخيال
أو مشاطرةٌ مع حلزوناتِ التعمقِ
مشاركةُ الوحوشِ
مسحها من مربعِ الوجودِ
ضروري جداً
كادَ أن يكون أسمى هدفٍ
قد يفوقُ سمو الروحِ
تلك غابتي
متراميةُ الأطرافِ
فيها خيامُ الأوهامِ
على منتجعاتِ النسيانِ والإهمالِ
مستنقعاتُ الخوفِ
تدنو منها شفاهُ غزلانِ الشوقِ
يقتربُ من الرشفةِ الأولى
من أبريقِ المستقبلِ
الطالعُ عبارةٌ
عن خطوطِ تملأ باطنَ الفنجانِ
الكاهنُ يقطنُ قبلي
أعالي الغصونِ
خشية الافتراس
وألّا تبلله زخاتُ الظمإ
النازل من غيمِ المناجاةِ
يا هذا
كنْ رفيقي
وأدخلْ معي
من بابِ الفسحةِ
نحمل معاً مناجلَ الحصادِ
قبل أن تلتهمه عصافيرُ الجوعِ
تلوذُ بالقرارِ
بعد الفرارِ من صريرِ الفتحِ الأكبر
قد لا يرجعُ الصدى في يومٍ مفلس
كما هو معهودٌ
فقدَ الحنجرةَ
عند حافةِ اليم
انتشلتها قوافلُ تجارةِ الحرير
وزنابيلُ مقايضةِ التمورِ
في أسواق بالي
سأكتفي بهذا القدرِ
من تدوينِ مجازفتي مع الجنونِ
وأقتفي أثارَ فيلِ أبرهة
أكتشفتُ بعد حينٍ
ذيلَ تمساحٍ ممدودٍ من أبطِ الغابةِ
إلى خاصرةِ الشاطئ
قد أوقفه الملحُ الأزرقُ
بلا حراكِ
تجمدتْ على ظهرهِ الحراشفُ
أمستْ حركاتُ بطنه
تجاعيدَ السكون
قفْ !
لا تسحق النملةَ
إنها جيشُ نمرود تقود٠٠
البصرة / ٢٥-١١-٢٠١٧
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق