اخترقت الوانٌ فاقعة قلبي .. ابعدت شفافية الحب عنه .. والوان قاتمة متغطرسة احتضنت كياني .. رحل اصدقائي الفُل والأقحوان والنرجس هم كانوا كل حياتي .. واختلطت النسائم في ليلة صافية مع ضوء القمر الجميل لتظهر لوحة بوهيمية منزوعة الارادة راكدة. لم ابالِ لأني في عالم ثانٍ .. سرورٌ يستوطنني وأظن أني نحلة أطنطن بأجنحتي وادور في الارجاء .. وفي أحيان أرى نفسي شجرة أعلو نحو السماء وأتسامر طوال الليل مع النجوم .. وبرمشة عين أتحول الى بلبل مغرد اعزف الحان الغزل .. وكثيراً من الاحيان أقول من أنا؟ ماذا أنا؟ هل أنا شاعرٌ مطرب بهلوان أو نسمة أو حبة مطر أتسلل من الغيوم ليظهر قوس قزح أو خيط من ذهب الشمس اطرز الدجينة خشية غضبها ..أنا لست واثقاً من نفسي من أكون .. قد أكون أنا الحب أو الجمال أو لوناً من ألوان السعادة وقد أكون زهرة من اللواتي كنت أهواهن .. وبعد عقود من الزمن هرم الجسد وبدأت أكتافي تتساقط واصابعي تتقطع والعيون تتخلع .. رأيت الناس فرحين حينما جثمت على الارض متحطماً متناثراً .. ركاماً اصبح كياني، زغاريد علت وأحضان تشابكت ورقص ودبكات على انغام موسيقى شعبية، داروا حول ركامي وبعلو الاصوات يصيحون بئس المصير كان جداراً مقيتاُ .. يمنعنا من زيارة احبابنا في الجهة الاخرى، عرفت بعدها من أكون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق