أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 12 يوليو 2016

خربشـــــــــات انثى ------------------- بقلم : هدى علي // العراق


تتنقل بين المزروعات لتقطف هذه وتشم اُخرى وهي تشاهد كل شيء يكبر وينضج أمام عينيها ...كانت تشد العزم على الجميع ليعمل بكد وإخلاص في مزرعتهم هذه ...التي كان يمتلكها الجد ثم الأب حتى وصلت اليها ....
وفي كل مساء تتدخر حصة للسائلين والمتعففين لتعم البركة عليها وعلى أولادها وأحفادها
ذات صباح كان مختلفا عن غيره من الصباحات ...
جاءت ريح الغدر والحقد وعصفت بالجميع ..ولاذت هي والنساء والأطفال بالهرب بلا هدى ...
تلاطمتها أمواج الغربة في وطنها حتى تكرّم عليها أهل البرّ بالسكن بدكان هرم قديم تسكنه هي وعائلتها المتبقية ...بعد جهلها بما حصل لزوجها وأولادها ...
لم تكن تتقن حرفة سوى إنها كانت عزيزة قومها ...ولكن لا سبيل لها سوى أن تبيع الخضار لتعيل العائلة المنكوبة المشردة ...
وفي كل مساء ينتظرها الجميع لتعود لهم ببعض الخضروات وبعضٍ من أقراص الخبز ..
ولم يكتفي القدر بهذا الحال بل كان له تدبير آخر ...
وبينما هي تجلس على الرصيف ككل يوم لتكسب رزقها ..وإذا بدراجة يستقلها ثعلب خاسئ غادر حقير وقد أنهى حياة من حوله بحزامه الناسف ...
كل شيء أصبح أشلاء وتناثرت هنا وهناك ...
وهكذا أصبحت هي خبراً ...كما صار كل رجالهم في خبر كان ....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق