أبحث عن موضوع

الخميس، 14 يوليو 2016

الحرف ... ما بين البقاء والفناء ! .................... بقلم : جاسم ال حمد الجياشي // العراق



رحلة البحث عن الخلود تبدأ بلحظة بارقة وامضة بعد شحيح ضوء وظلمة باردة باهتة تثلج أطرافنا ..لحظة (جلجامشية ) الشكل والتكوين والايمان بالبقاء حتى فناء الجسد .ذلك الوعاء الذي لايحمل سوى الايمان بأننا قادرين على عبور الغابات المظلمة نستطيع ايضا قهر الوحوش الضارية وصولا لاكسير الخلود . فقد يكون (اوتو نبشتم ) هو من يدلنا كونه العارف الوحيد لباب الخلود . لذا حين نشرع بالبدء بكتابة أول حرف من قصيدنا علينا أن نؤمن باننا سنولج باب الخلود .فقد يعيش هذا القصيد من بعدنا طويلا فيمتد عمره عشرات أو مئات وحتى الاف السنين فكم من القصيد يعيش بيننا الان وصاحبه في رحيل . علينا أن لاتتعامل مع حرفنا الأول بمتعة انية كما نتعامل مع ابخرة رائحة القهوة نستمتع بها لكنها سريعا ما تختفي وتتوارى متعتها. لتذوب في الاجواء المحيطة بها . أن كتابة أول حرف علينا الامساك بتلابيبه بقوة وإمعان وعناية مركزة .. فهو
الخطوة الاولى برحلتنا المضنية .نتوتر .ننفعل . يصيبنا احتراق داخلي . حتى يمكن شم رائحة دخان احتراقنا عن بعد .هو دخان مميز إذ سيكون هو رائحة قصيدنا .سيشمه كل من تقع ناظريه عليه . وقد يصيبنا ارتجاف لانفقه كنهه او مصدره ..قلق وحيرة مريبة ! . يبزغ بريق ما بين أعيننا وقد يصيبنا عمى مؤقت فلا نرى. فتغيب الحروف والكلمات . يتملكنا تردد.يخوننا الاقدام وتتشظى اختياراتنا لكننا نلتصق في الحرف حد الانصهار فيه وقد نبتعد عنه نشمئز منه حين يكون عصيا لكننا نستمر محاولين ترويضه .هو يجيد لعبة الاختباء وقد ياتينا عاريا بانسلاخ الفكرة عنه . يجيد ايضا اسلوب تمويهيا متمردا وعدم التحاقه بركب القصيد وانسيابه كسائل زئبقي من بين اناملنا لتستمر رحلتنا نحو فكرة البقاء والخلود بمحاولات الامساك بذلك الحرف الهارب الذي يجيد وبمهارة فائقة لعبة الزوغان الساخرة المغضبة لنا حين يكون صلبا
رافضا التمدد ككرة صلدة تتدحرج من مرتفع لنتدحرج نحن باصرار خلفه تاركة عملية الدحرجة تلك على مرافقنا ومفاصلنا الروحية منها بالذات ندوبا واثار. أو يتحول كائنا زاحفا بسرعة غريبة محاولا الافلات دوما وابدا هو هكذا الحرف تاركا فينا لهاثا مروعا واحتراقا ذا لوعة وألم طيب أثناء محاولاتنا للملمة انشطاراته وتشظيه المتسارعة المفاجأة لنا العبثية المقصودة منه حينا وعبثيته العفوية حينا اخركل هذا وغيره يمر بنا ونحن في رحلة البحث عن البقاء والخلود الجلجامشية تلك فيولد القصيد كولادة جلجامش وانكيدو وعشتار وانكمدو في ملحمتهم العظيمة فيكون خالدا موثقا لمر حلة تاريخية ما وقتئذ يكتب له البقاء والخلود بعد فناء الجسد ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق