أبحث عن موضوع

الخميس، 14 يوليو 2016

.شجرة السدر ( قصة قصيرة ) .............. بقلم : محمد عبد الجليل شعابث // العراق



أتذكر بيت عائلتنا الكبير في محلة الجامعين المحلة الاقدم في مدينتنا الجميلة ،وكيف كنّا نستمتع بالصعود الى شجرة السدر الكبيرة ذات الجذع البدين الذي بانت عليه آثار الزمن فأمتزج لونه مع قدم جدران البيت العتيقة ,نصعد الى تلك الشجرة المباركة التي كانت الأمهات تسميها بالعلوية دون معرفتهن السبب ،انها شجرة مقدسة عند اقدم الشعوب والأمم التي كانت تسود ارضنا الطيبة .نصعدها لجني ثمار النبق تارة ،وتارة أخرى للعب واللهو وسط صيحات الاهل خوفا علينا من السقوط رغم كل ذلك كنّا بمنتهى الفرح، والغبطة رغم لسعات اشواك اغصانها الدامية التي لا نأبه بها ابدا ،كان بيتنا هو الأكبر في المحلة ،وكان فيه كثير من الأبناء والاحفاد حتى ان هناك أقارب لنا جاءوا من بعيد فسكنوا فيه باعتبار ان هذا البيت هو وطن للجميع ،كل هؤلاء كانوا يأكلون في صحن واحد تجمعهم الالفة والمحبة ، تمّر السنون يتغير الحال كثيرا كبرت العائلة وغادر كثير من افرادها ولم يبق منهم سوى ثلاثة اخوة .في يوم ما أرادوا ان يقسّموا ذلك البيت بينهم لانهم ضاقوا من العيش معا مثلما كان اباؤهم واجدادهم ،الكل يريد ان تكون شجرة السدر من حصته ،والكل يعلم انها ملك الجميع .اختلفوا ،تشاجروا ،وتناحروا حتى وصل بهم الحال الى اقصى درجات الحقد والكراهية ،ونسوا انهم اشقاء كانوا يوما يأكلون في صحن واحد ،استغل الجيران ذلك الاختلاف والضعف والفرقة خصوصا وان احد الاخوة قد استجار بهم ليكونوا معه ظناً منه انه سيكون في موقف الأقوياء ليمكنه ذلك من الاستحواذ على شجرة السدر ،بعدها تبعه الاخر ليكونا معا ضد اخوهم الثالث الذي لم يقبل ان يتدخل الغرباء بينهم ،واشتد الحال واستولى الجيران على اغلب الدار بحجة وقف الاختلاف .تأخر الوقت كثيرا والجيران لازالوا محتلين دار الاخوة الثلاثة ،عندها انتبهوا لفعلتهم التي ستحرمهم من بيتهم الى الابد ،وظل الحال حتى جاء رجل حكيم دلّهم على طريقة للحل تسهل عليهم استرجاع بيتهم المسلوب .قال الحكيم عليكم بأخراج الغرباء من داركم بعدها لكم طريقان للحل الأول ان تقطعوا شجرة السدر من داركم وهذا سيجلب لكم العار ،او ان تقسموا ثمارها بينكم مثلما فعل آباؤكم من قبل فقبلوا بذلك الحل بعدما انهكهم التعب .....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق