هم فتيةٌ وقلوبُهم بيضاءُ في لونِ الكَفَنْ
وعيونُهم ذبُلت من التحديقِ في عينِ الوطنْ
أقدامهم شَبعتْ من الملحِ المغمسِ بالتُرابِ
وعروقهم نتأت من التلويح ِ للوعدِ المعلقِ بالسرابِ
من عائلاتِ الطينِ ينحدرونَ من رَحِمِ المِحنْ
وبيوتُ أهليهم الى الأطرافِ يدفعها الزمنْ
هُم سربُ طيرٍ حائرٍ فقد الدليلَ
فشاه يبحثُ عن فَنَنْ
هم قُبّراتٌ خانها الصبحُ وأرهقها الوَهَنْ
هم ذلك النخلُ الذي سَئِمَ الحروب َ فصار جذعه كالخشبْ
وتساقطت هاماتُهُ بين الجداولِ ..وهو يحتضن الرطبْ
هم هدأةُ البردي حين يلوذُ ما بين القَصَبْ
هم بهجةُ الموجِ الذي يختالُ في شطِ العرَبْ
هم نشوةُ الصبحِ أذا ما الليلُ أنهكهُ العَتَبْ
هم فتيةٌ دفعتهمُ الخيباتُ ما بين المطارقِ واللّهبْ
هم جذوةُ الكانونِ في ليلِ المضايفِ حين يعصرها الشجنْ
هم فتيةٌ وجدوا النهارَ بلا ضحى
لم يأكلوا خُبزَ الرّحا
لم يلبسوا ثوب العَهَن ْ
لكنهم دفعوا الثمنْ
كانوا كجند الله يومَ أهتاجَ طارِقُهُم وشاطَ من الغضبْ
لكنَّ طارقَهُم تخاذل َ وأنسحبْ
وأميرهم تركَ الرعيةَ يُذبحونَ ويُدفعون َ الى المشانقِ
وهو يصطنعُ العَتبْ
الارضُ يغصبها الغزاةُ فتستجيرُ
والناسُ أهلكها التَعبْ
وسادةُ الخضراءِ تبحثُ عن سببْ
.. يا للعجبْ
نشكو لمن ْ..
....
هم عينةُ التعب المضمخِ بالدماءِ
من نازلات الدهرِ حفهمُ الوَسنْ
هم أجملُ العشاقِ في هذا الزمنْ
كانوا على خصفِ التمورِ
لم يسألوا ضيفاً لهم من أي صوبٍ قد أتى
لم يسألوه عن الرحيلِ متى
لم يسألوهُ عن السكنْ
سنيةٌ شيعيةٌ ما كان يعرفها الوطنْ
هم فتيةٌ عاشوا على حُبِ الوطنْ
هم كل ما يعني العراقُ
همُ الوطنْ
مجيد الناصر 28\7
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق