أبحث عن موضوع

الجمعة، 31 يوليو 2015

إنصات إلى صوت القلب ...8 ( صخرة العزلة )............... بقلم : عباس باني المالكي // العراق




دائما أوعد نفسي بالصبر و أوصد كل أبوابي برتاج الانتظار وأبعد الريح عنها لكي لا تلامسها وقت الغروب وأنصت لأوهامي بقدومها مع أني فتحت شبابيك صدري كالنوافذ التي لا تمل الصبر في طريقي إليها ...
قد تكون المسافة بيننا بعض أمتار يهدهدها الحلم في ذاكرة تحمل طيفها كي تسابق جنود الهواء إلى عطر الحنين في عينيها ....
أبقى أعاند طيفها الذي يمسح الزمن حولي وأبقى بلا تاريخ في عيون المكان وكأنها هي من تحدد المكان خارج أصابع أقدار الفراق لتبحث عن صورها في ذاكرتي ...
مرة أقرب طيفها من الخيال ومرة أحضنه كأنها هي من تزورني خارج المكان ..
أعانق رماد الغيم خارج دموع الهواء لكي أمر إليها فلا أبقى ضائعا بين السماء وارتجاف الآمال في الوصول إليها ...
حاولت كثيرا أن أمرر شفتي خارج عطشها فتحولت قطرات دمي وخلاياي إلى وجع الماء يقربني من ضيق المسافات إليها ...
أتوحد مع طيفها إلى حد لا أرى ظلا إلا ظلنا كأننا مثل مرور الزمن على ملامحنا فنشعر أن يومنا خطوة الفراغ من الأمس وكل خطوة هي لهفة لعمرنا ونمضي اتجاه الانتظار ...
كم حاولت دروب النسيان أن ترمي ذاكرتنا بحجر الأوهام كأننا لم نعد كما كنا وأن الأمواج التي لا تصل إلى الشاطئ كالأرواح التي تخاف الانكسار على صخرة العزلة لكننا روضنا أوقات الفراق على مهرة الروح حين تصهل بوجع الطريق إلينا ..
وحتى الماء ما كنت أشربه إلا لكي أغسل غبار الأيام على صورها القديمة حتى صارت أقرب إلى الوريد من القلب ...
وكانت روحي تغادرني لتبشر نوافذها بصورها في عيني حتى لو مر ألف عام على انتظاري إليها ..
كانت صورها تغفو بين ملامح صوري وصدر مراياي كأنها العمر لهواء تنفسي ...
وكنت كلما نطقت باسمها تمر أعوام قحط السؤال عنها فعرفت أنها هي من صرخت لأجلها يوم قطع مشيمة سري وبدأت الحياة ...
سكنت روحي وكانت كالشريان ما بين قلب وذاكرة حلمي بها ...
حاولت أن أمسح زمانها فوجدت زمنها لا تخضعه دفاتر التاريخ لأنها المولودة في قبل زمان الأجساد ...
جربت كل القناعات هربا من نبض الحنين إليها وجدت أن جمالها فوق كل الجمال وسحر عينيها لا سحر بعده و عصور شموخها شموخ الدروب إلى الطهر والنقاء ...
وعرفت أن جمالها يتوقف بين كفيها وينكفئ خجلا من سحر قمرية وجهها ...
زرت كل العرافين وأخبروني أنها ستعود إلي وهي من تنتظرك قبل قدوم طيفي لها ...
وانتظرت قدومها ..
وحين جاءت خرجت حتى الجدران من صمتها وحتى الأرض أخذت تحاكي الأزهار عن عطر قدومها ...
درت حول نفسي كالغريب حين لا يصدق أنه يرى من كان ينتظرها ...
علقت نذوري ودخلت في رياضها وأدركت أن ابتسامتها هي ربيع الروح
تنفستها قبل أن يندهش الهواء حولي من أنفاسها ...
وكانت البداية في أول الطريق إليها ، لأعود إلى روحي كالتراتيل التي تقطعها كل اللغات فعينها لغة أخرى من السماء ....
وابتدأت معها في رحلة الألف ميل نحو القادم من أيامنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق