كانت المسافة بيننا فسحة هواء نتقاسمها بتنفسنا ...
أدرك أنها موجودة في عصور روحي وعلى أغصان شجرة طوبى ...
كـأني أخرجها من ممالك روحي وأنصبها على عرش بصري ....
كان ظاهرها يشبه داخلها و لم أعد أميز هل هي طيف يحمل كل بياض الروح أم أنها موجودة في قبل الوجود ؟
كانت قريبة إلى روحي قبل أن أراها , كانت قريبة إلى أصابعي قبل أن أتحسس وجودها حولي ...
أجمع كل نسائم الرب واختصر كل تناظر الأزمان في عصور السماء لأخزنها بين أضلاعي في التوحد لرحلة الروح عبر الأفلاك عند استيقاظ الأحلام في رحلة الذاكرة ...
أخذت أستغرق فيها إلى حد أرى نفسي تحولت إلى الذبذبات المخفية من نبضي وكأني أسمع القلب يحكي معها قبل لساني , انفرجت روحي من كل السنين العجاف في انتظاري لها ...
كل شيء أكتمل في روحي , لإحساسي أنها هي من كنت أنتظرها كل عمري وأتمناها ..
كانت تعيش خارج أحلامي وبعيدا عن أصابع أيامي كأنها بعد المسافات على ملامح الأزمان
كانت أحلامي ذابلة قبلها وسوف تذبل روحي من بعدها ..
هي خلود القلب في نبضه هي حتمية الروح في بقائها في الحياة ...
أوقفت عمري في البحث قد وجدتها فاحتفت روحي بها في مرابع الأضلاع وصار انتظاري لها فيض نور أقرأ به وجه السماء حين تعاندني غيوم المسافات بأن أمطارها لم تعد لي فحدائقها تلتف حولها ..
لكنها كانت تخلد ذكراي حتى وأن جاء عطش الروح خارج الزمن الكريم وتعثرت خطوات يومها بالحزن على فراق الأحبة إلى الحتف البعيد .. البعيد
أعدت روحي إلى الطفولة لأعيش معها منذ زمنها إلى أخر زماني ...
حين أنظر للمرايا أراها قبل حضوري بلمعانها البراق بوجه يبشر بحضورها...
أراها كأنها هي من أوجدت الروح داخل أضلاعي , عبرت بها إلى خفقات السماء حين يسكت نبض الأرض عن الدوران ...
أمسك كل الدروب التي توصلني إلى حنين زرقة السماء في عالم الروح ...
أراها كأنها القمر حين يخفت القلب عن الدوران في شرايين الليل البعيد ...
أراها كأنها البعد الأخير من تبعثر الخطوات في مسالك الزمن عندما يذبل القلب من الحنين وتسقط الحجج في البحث عن الحياة و تذبل الأشجار عن الثمر في فاكهة الروح ..
أسابق يدي إليها كي أبعد حشرجة الريح عن عرش الروح وألتصق بطيفها لأبعد الظنون عن صدق الانتماء ..
أقترب منها عاريا من المسافات أمتزج معها كالظلال في غابات الفراديس ... أتعبد في محرابها كأنها العصور الأولى من براءة الإنسان في مهد كل الحضارات .
أبتدئ رحلة الروح في جسد المكان كي لا يشرخنا الزمان بعيدا عن توحدنا ...ونبدأ بأجنحة المواسم والحب الأكيد ... ونبدأ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق