أبحث عن موضوع

السبت، 28 مارس 2015

وهم يتعلق باهداب عينيه ................... بقلم : ابراهيم خليل ياسين /// العراق



الأهداء الى.. عمودي ...عدنان طه ياسين

تتقاذفه فضاءات المدن ، شوارعها ،أزقتها ، دروبها الضيقة
ويتكأ على أرائك الطرقات ، وعلق محلقا بصره في أطراف
الرافعات ،ومنذ وصوله وحتى هذه الساعة لم يتركها حتى يرتقي قمة رؤوسها ، ثم مايلبث أن اخفض رأسه وجدنفسه يخترق الأماكن بحثا عما رسمه احد الأصدقاء في ذاكرته من عنوان لاعمال عديدة . وفي المكتب المتوخى حضوره اليه في اليوم هذا ، عسى ان يتربع احداها ، ويصر على أنتظاره و البحث دون ان يعبأ لسيل أصوات بعض النسوة ، ألى أين أنت ذاهب يارجل في غمرة معاناتك وألامك ؟ ألايكفيك إتعاضا مما ترتب عليك من استئصال كليتك ؟ سوف تجرعليك المزيد من الويلات مادمت تركت كاهلك فريسة لعملك الشاق هذا ،كما حدث لك في تلك الليلة وحملك أبناء أسرتك وأقرباءك الى المشفى ، فبلغ بك الوجع أقصاه ، ولم يتم إنقاذك مما كنت فيه إلابصعوبة ، وكم تكرر المشهد هذا ولمرات عديدة في السنة المنصرمة ، هز يده مستخفا بما ظل يثير قرفه وإشمئزازه قائلا " والأسرة ، الزوجة ، طفلي من يتحمل وزر هؤلاء ؟ ، ولم يتخل عن دوامة البحث طيلة ايام بقائه في المدينة..... " وكالعادة عاد الى مقر إقامته لأئذا في إحدى غرف الفندق ، وعند إجتياز عتبتها فورا إستل أكداس الكتب إنتقاها بعناية من بين عشرات من مكتبته ،ويمرق بصره في زحمة عناوين أغلفته .ماركس..تولستوي ..لينين..،تروتسكي...سارتر...ماندل...نيتشه..هم...كافكا...أ بتسم في سره مغتبطا فيها ثم اطلق ضحكة مجلجلة لدرجة لفت إنتباه اغلب المقيمين معه حين تذكر عبارات أمه المتسائلة " من أين لك هذا أبو(كفشة..) ؟فيما هي كانت تنظر مستغربة في صورة أنجلس نشرت في صدارة صحيفة يومية شهيرة ،جلس يتأمل متعقبا في قراءات سريعة من كتاب لأخر
عند الفجر نهض وهو في ذروة حيويته ، وألتهمت قدماه
المسافة الى مقر عمله الجديد ، ولحظة وصوله الى هناك في الحال إعتلى مقعد الرافعة، وبث الروح الى كافة أجزائها بمجردأن أن دس المفتاح وضغط ثم جس نبضها بحركة سريعة وذكية ، وباشر يحركها وفقا لأملائات المباني المرتفعة والمتراصفة في صف طويل وضع القطع الحجرية هنا وهناك ، وأثناء السير برأسها يمينا وشمالا شعر بنفسه يعانق اطراف حشد النخيل المجاور له .... حمل صغيره بين ذراعيه وهويحلق في الفضاء ، ساحملك معي أينما أرتفع ...نظر صغيره " أحقا يأ أبي ! " نعم ياصغيري ، لكن دعني اقطف شيئا من تمر هذه العذوق " وقطف بضعة تمرات ودس احدها في فم صغيره ، إبتسم والمرح يتطاير
من عينيه " إنه حلو المذاق.ياأبي !
انتبه الى أعتلائه مقعد الرافعة بينما جلوس صغيره في حضنه ، ظلت محض تمنيات ليس إلا .. فيما توجسات ونبض حركة العمل ظلت تلاحقه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق