جماجمُ تتدحرجُ من حولي..... أنهارٌ من الدماء تسيل..... كادَ الصقيع أن يُتلف ما تبقى من شراييني.... إجتزتُ الجسر بعينين مغمضتين من شدّة الألم..... كنتُ أتحسّس الضباب بجبيني العريض، وأنفاسي المختبئة خوفاً في صدري.... سرتُ طويلاً..... كنتُ أبحث ببصيرتي عن شيء فقدتُه على حدود طفولتي الهاربة من الجلّاد ...... مشيتُ ألف عامٍ وعام..... لا شيء يهديني سوى تنهيدة مريم.....
هناك..... في قاع الوادي..... أحسستُ بعطرِك يكسِرُ حاجزَ الزمن.... تلقفتني بين ذراعيك ...... مسحتَ بكفّيك على شعري .... بكيتُ..... بكيتُ كثيراً..... وعندما فتحتُ عينيّ رأيتني أبصِرُ النور.
(سوسان جرجس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق