أبحث عن موضوع

الاثنين، 8 سبتمبر 2014

تأملات في أحسن القصص/ في رحاب نبي الله أيوب (عليه السلام) ... بقلم جواد الحجاج /// العراق



في رحاب نبي الله أيوب (عليه السلام)

لعل السؤال الكبير : ماهي العوامل التي ساعدت نبي الله على اجتياز أعظم ابتلاءين في حياة البشر ابتلاء النعمة وابتلاء المحنة ..وبذلك النجاح الباهر ؟؟
نتدبر الاجابة بالآتي :
ان صعوبة الابتلاء تأتي عندما يتمكن حب الدنيا من القلب و يكون الارتباط بعالم المادة شديدا .. وبقدر الإحساس باللذة المادية يكون الشعور بالألم أعمق .. بعكس ذلك لو كان ارتباط الأنسان بعالم المادة ضعيفا.. عندها يشعر بانتمائه الى عالم أرحـب .. مع ملاحظة أن ذات الألم الجسدي قد يتحول عند الولي الى فيض من السعادة وهو يستشعر رضا المحبوب ..

من هنا فإن أيوب النبي (عليه السلام ) لم يتعلق لحظة بدار الفناء ... فعندما كان يعيش في الرخاء لم يدع الدنيا تتسلل الى روحه التي كانت حرما خالصا لمولاه الحق .. وحين سلبت منه وابتلي لم تتأثر تلك الروح الكبيرة وبقيت تحافظ على نقاءها .. وحين عاد حاله الى أفضل مما كان عليه .. كان فرحه (ع) برضا ربه ونجاحه بالاختبار هو الأكبر والأعظم .. ولو لم يفرّج عنه في الدنيا ومات بآلامه لما تغير من حاله شيء ..
ودوما علينا تذكر ان أولياء الله لهم قوانينهم الخاصة في التعامل مع الحالات التي تطرأ على مشاعر : الغضب والرضا والألم والسعادة والفرح والحزن والخوف والطمأنينة .. ومعيارهم في ذلك هو رضا محبوبهم (الحق سبحانه ) و سخطه ...بمعنى ان انفسهم وما يطرأ عليها من شقاء وسعادة خارج حساباتهم تماما ..

من كتابي / تأملات في أحسن القصص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق