أبحث عن موضوع

الجمعة، 12 سبتمبر 2014

نقد تحليلي لقصيدة الشاعر العراقي عدنان الساعدي ............... بقلم الكاتب مهند /// العراق

نقد تحليلي لقصيدة الشاعر العراقي عدنان الساعدي
(( ذكريات صامتة ))
(( ذكريات صامتة ))
الشاعر عدنان الساعدي وهذه القصيدة الجميلة التي تاخذنا معها سفرا في خياله وذكرياته التي تعيش معه اجمل ما يشعر به فهي ذكريات رائعة لا تنتسي حتى وان كانت احزانها مريرة الا انها ترتقي في وجدانه الى سمو الرضا والاعتزاز هنالك ذكريات متعددة في حياة كل انسان افراح حزن انتشاء صمت عذوبة .. لكننا مع الشاعر عدنان الساعدي سنرافق ذكرياته الصامتة التي تنساب بهدوء الى أعيننا من خلال قراءتها قراءة متأنية نسافر معها بجو مشحون بالمشاعر والعواطف تجاه ذكريات ارادت ان تكون واراد القدر غير ذلك فالشاعر يعيشها بكل محبة وألم وصمت لأنها كل ما بقي له بعد ان فات الأوان على تحقيقها لذلك لنكون مع ذكريات صامتة قصيدة نثرية من ابداع الشاعر العراقي الكبير المتألق عدنان الساعدي
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الصمت هو الوحيدُ الذي يتوهج بيننا
أيها الشوق ..
نسينا حتى اشراقة الشمس
أيّها الحب القابع في أهازيج الذاكرة
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
الشاعر هنا يستمع الى خلجات قلبه ونبضاته من حنين وشوق يحاور نفسه.. يتحدث الى مشاعره وما تتعايشه من ذكريات.. كانت تلك ايام جميلة ورائعة يغمره الشوق والحنين ويلاقي محبوبه ويتحدث اليه ..وكيف ان هذه الذكريات ذهبت وانتهى زمنها لكنها منقوشة على جدار قلبه تعيش معه اللحظة تلو الاخرى ولا تفارقه ليل ونهار يلتمسها ويتصورها كأنها الأن حصلت ان ذكريات قوية جدا في تمسكها بذاكرته .. جعلته تلك الذكريا ينسى كل ما يحيط به من شروق او غروب صباح او مساء انه مندمج معها حسيا وماديا يعيش شجونها وافراحها بوقت واحد تتجلى له صور امام عينيه شريط لأحداث كثيرة من حياته يمر امامه يجعله معزولا عن العالم غارقا في ذهنه مع ذكرياته.
.......................................................................................................
لم أتقدّم بخطواتي المبعثرة
تترجرج على أبواب النيات المقفلة
ولم أنسى يوماً أن المفاتيح بيديكِ
اعثرُ عليها في أشواقنا
ربما هي المفاتيح الخطأ
أعرف وبكل كلمات التأسف
وعودكِ ..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
يتحدث الشاعر عن عن خطواته المبعثرة وهي محاولاته الكثيرة والمريرة في الحفاظ على حبه وحمايته ورغبته باستمراه في (خطواته) مبعثرة لانها لم تحقق اي مرجو مما اراده وطمع فيه وكل المحاولات البائسة لاجل ان يستمر ويبقى هذا الحب حيا ينبض بالاحساس..النيات المقفة التي اصرت ان تكون هي ثابتة في وجدانه لا تتغير ولا تضعف ولا تتردد انها نيات صامدة قوية مصرة على تحقيق هدفها وهي نيان آمن بها وصدقها في نفسه فالشاعر يعتبرها مقفلة لا خيارات فيها ولا تعديل ولا تبديل ..الشاعر يريد ان يلقي اللوم على حبيبته ويعتبرها جزء من ضياع قصة حبه المقدسة التي تتأكله في جسده وروحه وفكره فهو يعتبر المفاتيح هي المحاولات التي يمكن للحبيبة ان تجعلها قوية وصامدة وتبقى له لا ترضخ للضغط وتستسلم له وبالتالي يقع هو ضحية ضعفها قربان لهذا الحب قربان للألم والوجع والحزن .. فهي بيدها المفاتيح حتى وان كانت ضعيفة لا تقدر مواجهة واقعها او الالتفاف عليه ..(اعثر عليها في أشواقنا) دليل له انه يرسل لها رسالة عتاب كبيرة ان الشوق الذي كان يجعلنا نعتصر لبعض ونتمنى لقاء بعض مقدس لانه احساس صادق ونقي وطاهر شفيف .. هذا الشوق كان بمثابة عزيمة قوية لها لتصمد لان الشوق هو عن عظيم الحب وقداسته فكيف كل هذا الشوق لم يجعلك تتمسكين بي وتبقين معي للموت كما عاهدتك واتفقنا عليه .. انه عتاب مؤلم كبير يحمله الشاعر على حبيبته .. اذن فان وعودك قد خذلتني وسلمتني للعذاب والموت البطئ الذي اعيشه الان بسببك وللأسف ان تلك المفاتيح التي عولت عليها كثيرا انك سوف تبقين لي ولا تخذليني للأسف انك لم تلتزمي بها حتى وان كنت معذورة كان عليك ان تصمدي لا ان تسلميني لغربتي وحزني ووحدتي وتجعليني اعيش كل اهات الحزن في غربة روحي بعدك ..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أنّ كلّ شيء بيننا الآن مضى
بين الأسفل والأعلى
لم يعد يلهو بيننا
كما كنا كبراءة الأطفال
غير أقاصيص الماضي التي أصابها الجفاف
تحزّ أوردتي
وحدتي تعانق روحي
كخرقة رثّة
صامتة تلهو فيها الديدان
ولم انم منذ قرون
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
هذه الذكريات وما حملت من تفاصيل كثيرة فيها المفرح وفيها المبكي لم تعد كتلك الايام التي قضيناها معا وكيف انها كانت بريئة وجميلة ورائعة فقدت بريقها ورونقها صارت ذكريات كالارض اليابسة التي فقط تراب صحراء لا حياة فيها لكنها تصحرت بروحي التي كانت نظرة كواحة وغدير ..وبقيت انا وحدي تتسابق في روحي كل خصائل الحزن والغربة والوحشة واعيش تلك اللحظات بين نفسي مخنوقا بها لا تفارقني ولا اجد سوى نفسي وحدي بدونك اشعر بنفسي كشيئ قديم مهنرأ لا قيمة له على عظيم ما فقته وحرمت منه وصار لغيري ..الشاعر يعيش تلك المرحلة حاضرا وماضيا لا يجد في ذاته سوى هذه الذكريات التي تلهو بتفكيره وتعرض له شريط احداث ماضية يعيش فيها بين الحرمان والفقدان والحنين والاشتياق جعلت منه كابوسا لا يهدأ مسهدا ارقا مؤرقا كل ليلة لا يجد طعم النوم ولا يستلذ به طالما تعيش في ذهنه هذه الذكريات المؤلمة التي تأكل بعمره وصحته وقد اماتت شعاع نظرته وبريقها فهو حزين طوال الوقت وصامت طوال الوقت لا يجد ما يرجع له حياته سوى ذكريات كانت هي الحياة الحقيقية التي احس بها وشعر بجمالها ونقائها وعذوبتها .. لذلك شعوره بالحرمان من النوم كأنه قرون لطول السهر والليل على يومياته المشبعة بالذكريات .
.......................................................................................................
لأني أصبحت ناسكا يرفس كويكبات لياليكِ
بصلاة لها خمس نوافذ
لاترينها لأنها في القبو الأسفل
من خارج الزمن
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
الشاعر هنا يعيش حياة الناسك الزاهد العابد لا يملأ عينه شيئ في هذه الحياة التي سقطت كل زينتها من عينه فلا يلذ له شيئ ولا يسعده شيئ وان ضياع ما فقده اعظم من ان يتسلى بشيئ اخر او يشغل نفسه وطالما هي انتهت ولم يعد اليها سبيل قرر ان لا يعيش تلك الليالي الجميلة كذكريات رائعة وان يتركها للزمن وللنسيان الذي يشك بوجوده او تواصله في حياته مع ذكرياته ((بصلاة لها خمس نوافذ )) سلم امر ذاته لله ربه يجد العزاء بذلك والخروج من ادمان ذاكرته لشريط حياته الذي اختصرها كلها بتلك الذكريات الموجعة المؤلمة التي ترافقه ..انها الان (الحبيبة) لا تعرف قدر معاناته ولا ظروفه وقد لا تشعر بعمق ما تركته من أثر في نفسه لانها تعيش بعداً زمنيا عنه لا تستطيع حتى ان تقترب من شعوره واحساسه الذي ادمنه وامتزج في ذاته لا يفارقه .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,/////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الرؤى :
ــــــــــــــــــــ
قصيدة الشاعر (( ذكريات صامتة )) تعطينا نظرة دقيقة مقربة لرجل أحب وعشق بكل طهر ونقاء وصدق وأخلاص حب سامي قوي ومتين تسلل في اعماق روحه وامتزج في اوصال جسده فهو حب مثالي نادر جدا لذلك مرت سنين طوال وهو يعيش اللحظة فيه لا يفارقه طرفة عين وكل يوم وكل ليلة يتجدد هذه الحب وذكرياته ويعتصره الاسى والالم والحزن في وجدانه وروحه .. ابشعر قدم لنا قصيدة حب راقي جداً.. التمسنا فيها مفردات جميلة ورائعة وبسيطة محببة للمتذوق والمتلقي يسيرة يستطيع أياً كان أن يقرأها ويعيش تفاصيلها بسهولة ان اسلوب راقي جدا كل طبقات المجتمع تستطيع ان تنعم بقراءة هذه القصيدة عكس القصائد التي تمتلأ بالمفردات البلاغية التي تتعب المتلقي وتجعله يمل من استقصاء المفردة او تحليلها وهذا النمط من القصائد المبسط يستعذبه الجميع ويحبه وهنا نعرف رغبة هذا الشاعر في مراعاة متذوقيه وتليين المفردة لهم وايصالها برفق .. ختاما كنت معكم نقرأ القصيدة نتجول بين اروقة سطورها اتمنى ان اكون أوصلت لكم قراءة وتحليل نقدي بسيط لهذه القصيدة الجميلة .
///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
سيرة ذاتية /عدنان جمعة الساعدي
مواليد 1957 محافظة ديالى / قضاء بعقوبة .. درستُ مرحلة الابتدائية والمتوسطة والاعدادية هُناك
وقرأت وانا في مرحلتي المتوسطة والاعدادية العديد من الروايات لدستوفسكي والبرتو مورافيا وشارل ديكنز وفيكتور هيجو وغيرهم بالاضافة إلى محمد الماغوط ومحمود درويش وجبران خليل جبران ونزار قباني والشاعر الفرنسي رامبو
كنت اشتري الكُتب أو أستعيرها من أصدقائي وكانت لدي مكتبة بسيطة جدا افرح بها كلما أراها تكبر بمؤلفيها وتضم بالإضافة الى الروايات والشعر والكتب الثقافية.
الى جانب ذلك هوايتي الفن التشكيلي والخط وشاركت وأنا في الابتدائية في معرض (شانكر) في الهند على ما اعتقد وفزت بجائزة ولم استلمها في حينها لانها ضاعت وذلك في عام 1969، وشاركت بالكثير من معارض الرسم في جميع مراحل دراستي.
كتبت العديد من الخواطر والقصائد اسميها إلى ابنة الجيران الحب الأول الذي مازال طيفه يلاحقني لحد الوقت الحاضر ويوخزني بالألم كلما راودتني الذكريات.
المرحلة الثانية بغداد .. عاصمتنا الحبيبة حيث درست في كلية الآداب - جامعة بغداد - قسم اللغات الشرقية وتخرجت منها.
لدي ديوان مشترك مع زملائي قاسم وداي الريعي وكريم عبدالله وسيرى النور عن قريب جدا، بالإضافة لدي أربعة دواوين تنتظر دورها في الطباعة تباعا أن توفرت الأموال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق