أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

اسلام الموت أم موت الاسلام........... بقلم الاديب كامل الدليمي /// العراق





من مقدمة كتابي " اسلام الموت أم موت الاسلام "

ماكانت الصعوبات التي واجهت الإسلام في بداية الدعوة أشد من مآسي اليوم بذريعة الدفاع عنه، وما ازهقت ارواح بقدر ماتزهق بعد مضي 1435سنه على ظهوره، هل تغرب الإسلام أم عقّ المسلمون دينهم فوضعوا تعاليمه السمحاء خلف عجائزهم فحلت لعنة الله على الناكثين ؟ هل هُجرَ القرآن كلام الخالق وحلّ محله قول المخلوق فأتبع المخلوق وخطيء الخالق ؟ ما حل ّ بأمة العرب وهي تركض خلف "ربيعها العبري " لتهدم عمرانها وتكفر بعضها بعض وتعيث قتلا وتخريبا ونسفا للفكر الاسلامي المعتدل سيقول البعض من الضعفاء والمستسلمين بل هو ابتلاء رباني واقول بل ضعف وهوان وتردي رافقه جمود فكري قادت له افكار هزيلة سخيفة من صنع العرب وبدفع من اعداء الإسلام فهل محمد بن عبد الوهاب يهودي او نصراني او صابئي ؟وهل كل الزنادقة من الفرس المجوس مطلقا وهل المعاونين على انتشار الماسونية في أمة العرب إلا عربا اقحاح كل هذه الاشكاليات سنحاول الاجابة عنها من خلال تجذير تاريخي لكل حركة من هذه الحركات التي بنت افكارها على هدم بنية الإسلام وكادت إلا اذا كان لبقية شرفاء العرب كلام آخر ، على اننا سنطرح هذه الافكار من امهات المصادر التي عنيت بهذا الشأن غير مدعين فتحا تاريخيا سوى أنها حقائق تعج بها مكتبات العرب التي زاد الغبار عليها بعد الهجمة التكنلوجية الغربية التي انتجت إلهاء العربي وتضليله بافكار بعيدة كل البعد عن قيمه فصار لايقرأ إلا ماتريد الجهات المعادية طرحه مسممة بذلك افكاره ومعطلة لنشاطه التدبري، نعم ازعم إن الغرب هو الذي يفكر لنا اليوم في الغالب ونحن نطبق مايجترحه وحسب دونما اعتراض... اليهود تمد الحركات الاسلامية المتطرفة بالمال وآلة الحرب بعد إن علمت إن العربي اذا ضربت مصالحه الشخصية تزندق واذا لوحت له جهة معادية بعرش وثير وجاه وسلطة سيضع اسلامه تحت ارجل عرشه وبالتالي سيكون سببا لازهاق الارواح وتخريب البلاد وحقك من رضي بذلك ليس من الإسلام بشيء،بل تعطل دم العروبة في شراينه.
الإسلام دين التسامح والتعايش والمحبة والسلام إلا ان الحركات التي ظهرت لاحقا وهي تهدد وجوده وتعصف بأركانه سواء كانت داخلية أو خارجية هي الطامة الكبرى والتي دقت اسفين الخطر الأكبر، انما الحركات الداخلية اسفرت عن خراب لتعاليمه السمحاء إلا إن هناك أخرى تشكلت فيما بعد وهدفها الإطاحة بالمنظومة الإسلامية كليا وتفنيد كل ثابتة من ثوابتها كـ"الماسونية" مثلا والتي لم تظهر استهدافا مباشرا وعداء مكشوفا للإسلام في بداياتها،واعتبرت الماسونية هي الحل الأمثل لمشكلة الإسلام التي تواجه قيام كيان يهودي في قلب الوطن العربي (فلسطين) ، عملت هذه المؤسسة منذ نشوئها على استقطاب وتجنيد المحسوبين على الإسلام من الفرق الإسلامية المتطرفة كالوهابية مثلا بناءً على النظريات التي اعتمدها الوهابيون بفتيا ان القضاء على المشركين يأتي قبل معاداة اليهود وكان هذا الغزل الوهابي اليهودي قد فتح الأبواب على مصارعها لتقديم العون والمساندة للفرق التي انشطرت عن الوهابية كالقاعدة ونظام طالبان والدولة الإسلامية في العراق والشام وكل هذه المسميات هي لواجهة واحدة ولفكر بعينه هو فكر محمد عبد الوهاب وخلفائه في منطقة من المفترض إن تمثل روح الاسلام ، وما زال ينادي الكثيرين شعار اقامة دولة ما يسمى " الاسلامية في العراق والشام" فهل تهود اوتنصر سكان هذه الجغرافية؟ بل ذلك ينطلق من عداء مفرط للإسلام والمسلمين على اختلاف مذاهبهم وفرقهم وبمجرد أنهم يعارضون النظرية الوهابية، في العراق يصلون خمسا ويصومون ويتوجهون إلى الكعبة ويحجون شيعة وسنة وكذلك في الشام وبقية بلدان العرب، بل المشكلة في القراءات الخاطئة للإسلام من قبل الفرق المنشطرة عن مذاهبه حملت مهمة تنفيذ اهداف جهات من خارج الإسلام تيقنت هذه الجهات أن الدخول عن طريق هذه الحركات الى عمق الفكر الإسلامي السبيل الأمثل للنيل منه دون عناء كبير ، فان ليّ عنق النص المقدس وتفسيره بشكل يعكس مخالفته للموضوعية أو يقترب منها ربما يستجلب بعض العقول فيؤد لجهم وفق الفكر المراد إيصال اكبر عدد ممكن من المسلمين المتسطحين في اسلامهم اليه هؤلاء فهموا آيات القرآن على أساس ميولهم وتوجهاتهم فأصبحوا من الضعف لقمة سائغة أمام العديد من الأفكار الهدامة ، وذلك ما سنعرج إليه من خلال كتاب احمد دحلان الذي تطرق للآيات القرآنية والتي أولت لخدمة تلك الأهداف الدنيئة.
وتطالعنا اليوم أفكار تنتمي إلى ما يطلق عليه "بالفكر الإسلامي" زورا بل هي ابعد ما تكون عن الإسلام الحقيقي لها أتباع ومريدين قد يتجاوزون الأعداد المتوقعة والسبب التجهيل القصدي للقواعد الاسلامية العريضة من لدن السلطات السياسية والمؤسسات الدينية المنحازة لمصالحها على حساب قولة الحق والعمل بموجب شرعة الاسلام ، وعلى سبيل المثال فان فرقة الزنادقة التي ظهرت من رحم الأديان الوضعية العتيقة للمجوس والتي أصبحت في يومنا هذا ظاهرة عريضة على الرغم من بداياتها المحدودة فقد كانت تشتمل على نفر قليل من زنادقة الأدب والزندقة الدينية وفي الوقت الذي كان يعد الزنادقة على أصابع اليد الواحدة أو اليدين والرجلين صار اليوم البحث عمن هو ليس بزنديق!!! .
ولما أيقن الزنادقة إن التعاليم الإسلامية رصينة لا تهتز الا من خلال العبث في جذورها وثوابتها وليس ذلك العبث من غرباء بل من محسوبين على الإسلام لهم القدرة على إتاحة الفرص الذهبية للغرباء .
ولا يختلف اثنين على أن المتن الإسلامي لا يخرج عن (القرآن الكريم، السنة النبوية) كأساسين مرتبطين مع بعضهما بشكل تكاملي يوضح احدهما الآخر ويسنده بالشكل الذي لو استقريء هذين الركنين لاستطاع المسلم أن يكون مثاليا ، ولكن أي استقراء نقصد ، انه الاستقراء الموضوعي الذي يتوافق والإنسانية ولا يتقاطع معها على الإطلاق لان الإنسانية تسبق الأديان بكثير وما مهمة الأديان الا لتعيد الإنسان إلى إنسانيته بموجب أنظمة وقواعد وقوانين يأتي بها المرسلون لأقوامهم أو للخلق جميعا كما كانت مهمة رسولنا الأكرم (ص) فإنها عالمية شاملة غير مختصة بقوم بعينهم من خلال قوله تعالى (وما بعثت إلا رحمة للعالمين) وآيات أخرى دالة على أن الدين الإسلامي هو الدين الشامل المتكامل الذي تنطوي تحت ظلاله كل ما سبقه من اديان وقد بينها القرآن الكريم في مواضع مختلفة حيث ظلت كل الأديان التي سبقت الإسلام قاصرة وبحاجة إلى التكامل من خلال العودة إلى تعاليم الدين الإسلامي وقد صرح بذلك رب العزة بقوله تعالى (إن الدين عند الله الإسلام) .
لقد دفعنا للولوج في مثل هذا الموضوع ما نجده من صورة متشابهة بين نشاط حركة الوهابية والزندقة والماسونية مجتمعة وارتباطها اليوم بالمفاهيم والتأويلات لما يسمى "بالدولة الاسلامية في العراق والشام" ، بل ان الكثير من الحركات الدينية التي ظهرت القرن الاول الهجري إنما تنطلق من منطلق فكر (وهبنة أو زندقة الدين) بدفع من حركات مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمؤسسة اليهودية لشدة حقدها وحنقها على الفكر الاسلامي عموما على إن معظم حركات التطرف الاسلامي اعتمدت (تأويل معكوس للنصوص القرآنية يحقق مصالح جهة على حساب اخرى، استشهاد بالسنة النبوية مخطوء يحلل المحرم ويحرم الحلال، ممارسات على الأرض تنفر الناس من الإسلام كدين محبة وسلام ) .
ان هذا التشابه بجزئياته انما هو استكمال لنشاطات الزندقة التي تظهر وتختفي وفقا للظروف السياسية المتوفرة في هذه الأرض الإسلامية أو تلك ولأسباب مختلفة منها قوة او ضعف الكيان السياسي وشموليته.
ولا بد لنا في هذا البحث الموجز ان نحدد تاريخية ظهور الزندقة أولا ودواعي تبنيها ومن ثم نستعرض ابرز رموزها المؤسسون والمروجون والمراهنون على انتشارها منذ ذلك الزمن وقبل ذلك لا بد ان نتعرف على هذه المفردة وما تعنيه في لغة العرب وهي ان أصل الزندقة هل هو عربي مسلم ولد من رحم الإسلام ام انه صدر إلى الإسلام بهدف تحطيم بنيته والقضاء عليه وهذا ما سنتعرف عليه من خلال ما وضعه الباحثين في هذا الشأن وما تناوله المحللين بشكل مباشر او غير مباشر لأراء وأفكار أئمة ما يسمى "بدولة العراق والشام وأوجه التشابه بين حركة الزندقة والوهابية والماسونية واتكاء احدها على الأخرى معرفين بأبرز الرموز .
آملين أن نكون محايدين في عرض الأفكار منطلقين من قاعدة فهم مشتركة ولا نتصور اننا سنرضي الجميع غير أننا سنفسر ما نعتقده خطرا على الإسلام متوخين وجه الله ، وليس لنا ان نمتدح هذه الفرقة أو تلك لأننا لسنا بصدد المقارنة والموازنة والتفضيل بين هذا وذاك إنما مقصدنا الحقيقي هو الإشارة إلى مكمن الخطر الذي يشكله زنادقة اليوم على الخلق جميعا بصرف النظر عن ديانتهم وعلى الله فليتوكل المتوكلون . لا حول ولا قوة الا بالله والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ،لقد اختلطت الاوراق كثيرا عند الناس فما عدنا نميز بين الصالح والطالح ، استغفر والله وأتوب إليه مما يرد في هذا المؤلف من خطأ أو زلل غير مقصودا وحمدا متواصلا أناء الليل وأطراف النهار حمدا لا ينقطع ولعنة الله على كل من حمل معاول الهدم لديننا الحنيف من الأولين والآخرين..

المؤلف
الاول من حزيران 2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق