أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 16 يونيو 2020

ناحت مُطوقةٌ ببابِ الطاقِ..................... بقلم: فيصل سليم التلاوي _ فلسطين






مستوحاة من مقطوعة للشاعر العباسي المنازي البندينجي التي مطلعها:


(ناحت مطــــــوقةٌ ببابِ الطــــــــاقِ فجرت سوابقَ دمعيَ المُهراقِ)


من ألفِ عامٍ أو يزيدَ ســـــــــــمعتُها ناحت مُطـــــوقةٌ ببابِ الطاقِ


فتساقطت حســـــــــراتُها في مسمعي وجعَ الفـــراقِ ولوعةَ المشتاقِ


فكأنها قد فـــــرَّخت فــــــــي خافقي لا في الأراكِ ولا عروقِ الساقِ


وتظلُ ما بينَ الضلوعِ حبيســــــــــةً أو أن تُنازعـها الهوى أحداقي


حتى تســاقطَ نَـــــــــــوحها وحنينها كِسَــــفًا تَساقُطَ دمعيّ الرقراقِ


فأجبتُها: لما عَـــــــــــرَتنيَ رِعشــةٌ لهديلها وحنينها الدفّـــــــــــاقِ


إن الشجى في خاطري بعثَ الشَجى من زفرةٍ حــــرّى و مُرِّ مَذاقِ


حالي كحالكِ يا حمــــــامةُ رغم ما تجدينَ من قفصٍ ومن أطـواقِ


ويـــــــــزيدُ عنكِ تألمًا وتـــــوجُعًا نهرُ الأسى من دمعيَ المُهراقِ


أســـــــفي على دنيًا تمرُّ بخاطري قد أدبرتْ مُـذ آذنت بفــــــراقِ


آهٍ على الأيام يُطوى سِـــــــــفرُها طيًّا، وليس لدائِها مـــــن راقِ


وعلى الأحبة كيف أضحى شملُهُمْ بَدَدًا، يَهيمُ لغير يـــــوم تلاقي


وعلى الشــــآمِ العذبِ بُدِّلَ صُبحُهُ ليلاً وكُبِّلَ مُـــــــرغمًا بوثاقِ


أسفي على الشـــهباءِ عُفِّرَ وجهها الفتّانُ في الإصباحِ والإغساقِ


أسفي على (خان الحرير) وأمسه لم يبقَ فــــي جنباتهِ من باقي


ما ذا أقول لها إذا يوما هفت: خذني إلى (خان الحرير) الراقي(1)


أو طاولت بطمـــوحها وتطلعت صوب العراقِ الماجدِ الخلاّقِ


ورنت إلى هضباتهِ وشــطوطهِ وإلى شـُـموخِ النخلِ والأعذاقِ


لترى العـــــــــراق ورافديهِ تَقزّما لم يبقَ من شطيهِ غير سواقي


فتصيحُ من عجبٍ وجـــرحٍ نازفٍ أقسمتُ ما هذا العراقُ عراقي


وكأن بغداد الجـــــريحة لم تكــــن يوما تتيهُ بعامرِ الأســـــــواقِ


قد عاد هـــــــولاكو لها مُتجحفلأ بعُصابةِ الأوغادِ والسُـــــرّاقِ


ورنت إلى اليمن السعيدِ بحســـرةٍ حيثُ الأظافر أنشـــبت بخناقِ


فســمعتها هتفت فشــــنَّفَ صوتها أُذنَ الــــزمانِ ومنتهى الآفاقِ


(لا بد من صنعا وإن شطَّ النوى) حتى ولو حُمِلَتْ على الأعناقِ


ماذا دهى الأعـرابَ أقفرَ ربعُهُمْ وخلت منازلهم مــــن الطُرّاقِ


نعبَ الغرابُ على طلولِ ديارهم فغدت خرائبَ ما بها من باقي


يالهــفَ نفسيَّ إذ تَســــاقطُ أنفسًا لحمامةٍ ناحت ببابِ الطـــــاقِ


فشــكت إليَّ شؤونها وشــجونها فكأنما لمَّت إلـــيَّ رفاقــــــــي


وكأنما عـــــاد الزمـــان بنا معًا فانفك قيدي بعد طـول وثاقي





(1) إشارة إلى الأغنية الحلبية الشهيرة:


يا عمي خذني معك عحلب أتفرج وديني خان الحرير أشتري المطرز




19/9/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق