أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 16 يونيو 2020

دِيكُ جَدَّتِي ..................... بقلم : العلمي الدريوش _ المغرب






دِيكُ جَدَّتِي،

تَهْوَاهُ فِي قَرْيَتِي

كُلُّ دَجَاجَة..

وَتَسْبَحُ فِي عِشْقِهِ الصُّوفِيِّ الْعَتِيقَاتُ

وَالصَّغيرَاتُ تَرْجُو مِنْهُ الزَّوَاجَ..

بِرِيشِهِ الْأََحْمَرِ الطَّويلِ الْمَسْحُورِ ،

وَمِنْقَارِهِ الْبَهِيِّ يُشْبِهُ عَاجَا،

كَانَ يَمْشِي كَالْأَمِيرِ الْمَسْرُورِ..

وَمِنْ خَلْفِهِ،

فِي فِنَاءِ الدَّارِ الْفَسِيحِ،

كَانَ يُثِيرُ بَيْنَ الدَّجَاجَاتِ حَرْباً؛

فَيَعْلُو الرِّيشُ الْمَنْتُوفُ

تَلْهُو بِهِ عَجَاجَة.




دِيكُ جَدَّتِي،

كَانَ يَقُودُ صَفَّ الدَّجَاج إِلَى الْعَرِيشِ

مِنَ الْكَبِيرِ لِلْأَصْغَرْ..

كَانَ فِي ثَبَاتِهِ

بِهَامَةِ الزَّعِيمِ الْأَحْمَرْ..

كَأَنَّهُ غِيفَارَا

يَنَامُ وَيَسْتَيْقِظُ فِي الْمُعَسْكَرْ..

إِذَا لَاحَ فِي السَّمَاءِ صَقْرٌ

رَأَيْتُهُ يَنْفُشُ رِيشَهُ،

ثُمَّ يَزْأَرْ ..

فَتَهْرَعُ الْكَتَاكِيتُ جَذْلَى

تُقَبِّلُ رِيشَهُ الْأَحْمَرْ.




دِيكُ جَدَّتِي ،

كَانَ فِي حِلْمِهِ

يُشْبِهُ غَاندِي..

يَرْفُضُ الدُّخَلَاءَ بَيْنَ الدَّجَاجِ..

يَنْزَعُ مِنْ صُفُوفِهِ شَوْكَ حِقْدِ.

كَانَ يَأْكُلُ بَعْدَ الصِّغَارِ

وَلَا يَشْبَعْ..

وَقَدْ يَصُومُ يَوْماً

وَمَا تَسَحَّرْ..

وَكَانَ يَأْخُذُ فِي الرَّأْيِ ثُمَّ يُبْدِي

كَأَنَّهُ فَيْلَسُوفٌ بِطَبْعٍ..

فِي شُؤُونِ قَوْمِهِ

تَرَاهٌ فَكَّرَ ثُمَّ قَرَّرْ.




دِيكُ جَدَّتِي،

كَانَ صَلْباً كَجَدِّي؛

لَمْ يَزُرْ طَبِيباً..

كَانَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ تَحْتَ شَمْسِ الْمَصِيفِ

كَأَنَّهُ عَبَّادُ شَمْسٍ..

وَلَمْ تُقْعِدْهُ لَيْلَةُ بَرْدِ.




دِيكُ جَدَّتِي،

كَانَ يُشْبِهُ جَدِّي؛

أرَاهُ فِي كُلِّ نِزَاعٍ بِصَفِّي..

يَنَامُ طَوْراً بِجَنْبِي،

وَطَوْراً كَانَ يَلْقَطُ الْحَبَّ

مِنْ بَاطِنِ كَفِّي..

يَحْمَدُ رَبَّه وَرَبِّي.

وَيَصْرُخُ دَوْماً

بِوَجْهِ مَنْ رَآهُ ضِدِّي.




دِيكُ جَدَّتِي،

نَقَرَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ بَابَ قَلْبِي..

جَاءَنِي يَسْأَلْ:

أَضَاعَ الدَّجَاجُ يَا رِفِيقَ دَرْبِي !؟

أَلَمْ يَبْقَ بَيْنَ الدَّجَاجِ بَعْدِي مُذَكَّرْ !؟

بَكيتُ ثُمَّ صَرَخْتُ وَحْدِي:

آهٍ..وَآهٍ

أَيَا دِيكَ جَدَّتِي الْأَحْمَرْ،

أَكُنْتَ دِيكاً

أَمْ كُنْتَ جَدِّي !؟





القنيطرة - المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق