شمالاً ، زَوْجُ حمامٍ يُمارسُ الحبَّ على مرأى منَ الحَمامْ
و نادلةٌ تقدمُ الحَلوى ، لتُغري سائحينِ فقيرينِ بلا جدوى
سأهديكِ وردةً منَ اللدائنِ ، لا عطرَ لها ، لكنها أطولُ عمراً
و أدفعُ نصفَ ماملكتْ يميني كفالةً ، مُقابلَ أنْ تُفرِجَ شفتاكِ
عن ضحكةٍ ، جرعةٌ منها ، تضخُّ الندى في شرايينِ الرُّخامْ
مناخُ عينيكِ شَرَكٌ حريريٌّ ، سلِسٌ شرِسٌ كهدوءِ العاصفةْ
يُدَجنُ نبضي فأنسى حدودي ، و يشهقُ الفنجانُ في يدي
و يمحو أثرَ النايِ من ذاكرتي ، لِئلاَّ يُصدِّقَ حُلْمَها الغَمامْ
شفتاكِ راهبتانِ ، و الأحمرُ القُرمُزيُّ يحرقُ أعصابَ الوريدْ
يقولُ القَطا للقَطا ، الغريبُ غريبٌ و لوِ اشتعلَ قلبُهُ نرجِساً
جنوبَ القلبِ ، أرى صفصافتينِ ذبيحتينِ ، و نِسوةً مُستَورَدةً
و غرباً ، غُربتي تطلُّ من نافذةِ سجنِها على بناتِ جنسِها
و خيمةً بطابقينِ ، و سيداً يُطعمُ ببَغاءَهُ البندقَ مُبللاً بالنبيذْ
شرقاً ، الجوُّ حولكَ قالتْ نَزِقٌ قَلِقٌ ، و الظلامُ وحدهُ يُكملُ دورَتهُ
و الغربةُ ليستْ سوى امرأةٍ ، تتعرَّى على مَهْلِها في خيالكْ
قلتُ أُسلي أنا غُربتي ، أنتقي لها إسماً آخرَ ، أقلُّ رومنسيةً
و أزرعُ حوضَ خُزامى ، بعطرِها العفيفِ الخفيفِ ، أرممُ مزاجَها
و أُربي أرنباً ، لعلَّ جُملةً شعريةً تجتاحُني ، و أنا أحكُّ فروَتهُ
ربما صمتهُ اللذيذُ يعينُني ،كي أقنعَ رباباتي أنْ تُوبِّخَ صمتَها
و أسألُني - و أنا أجتهدُ كي أُعاقبَ بعوضةً بِدُخَّانِ سجارةْ -
كيفَ يمكنُ أن يُغري قمرٌ عاشقاً - لا يؤمنُ بسلطةِ المجازِ -
أن يمدَحهُ ، و هو الذي لا يُؤتَمنُ حتى على خَصْرِ قثارةْ ...؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق