أبحث عن موضوع

السبت، 17 سبتمبر 2016

كانت المنازل تصرخ............... بقلم : خليل خدر // العراق


في ثانية سمعتها
كانت كل المنازل تصرخ
حينما غادر كل فرد
زاوية السعادة من بيته
وحملوا الكثير من الغرف
الملآى بالدموع
في بقعة كانت تتوسط
فوهات بنادق الغزاة
كانوا يستقبلون جلدات على ظهورهم من القدر
وهم عراة
يركضون على اشواك الحزن حفاة
قايضوا بحياتهم
أن يصلوا الى جوار الياسمين
كاسر عطشهم كان دمعهم
فبصقوا على بدلة عسكرية
مرمية بجوار قرية مهجورة
وأطعموا الأرض الجائعة
المزيد من الجثث الشهية الناعمة
وخطّوا على القبور المفتوحة تلك
ضحايا الضمير الأحمق
هرّ واقف على سور نصف مهدّم
يحدّق في الهاربين بذهول
فمنهم مَنْ كان في يوم زفافه
متأنق تفوح منه رائحة زكية
ومنهم مَنْ يرتدي قبعة تخرجه من الجامعة
فتسنى له أن يحصل على التعب
فذلك الهرّ يحادث ذاته
هذا العريس
لِمَ لا يمسك يد عروسته؟
ولِمَ هي ليست معه؟
وهذا الشاب يبدو غريباً
لا يحمل ابتسامة
رغم إنه تخرج لتوّه
ومع الاقتراب من محطة الكهرباء
التي تجاور القرية
تناسى الجميع ما حدث قبل دقائق
وجاؤوا يذرفون الدمع
ويتفتلون في شوارع سيباي بخيالهم
وما أن بزغ نور الصباح
وانكسر الضوء على عمود كهرباء وحيد
واشرقت الشمس على الشوارع
بلونها القرمزي
اختلطت الألوان ببعضها
وكان الحَمارُ اللون الأبرز
إذ إنَّ الأرض شربت
الكثير من الدماء
و وقتئذ علّت الابتسامات
تطير نحو السماء
كبِّلتْ يدا الله
ما أوجعه من كلام
وما أصعبه
وما أحقه للأسف





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق