أبحث عن موضوع

الأربعاء، 14 سبتمبر 2016

صَدىٰ الأصابِعِ .............. بِقَلم: إحسان الخوري / لبنان



أنا وَحدي هَذا المَساءَ ..
أنتظِرُكِ ..
وَأخشىٰ أنْ تَتأخَّري ..
أنْ يَذبُلَ مَسائي ..
أنْ يَغفوْ وَيَنساني ..
طاوِلَتي هيَ أمامي ..
صامِتةٌ ..
هيَ لا تُحدِّثُني ..
هلْ هيَ تَراني ..؟!
أنا لازِلتُ أُرَبِّتُ عَليها بِأصابِعِ العِشقِ
لِتَدليكِ المَسافَةِ وتَعجيلِ العَودةِ ..
فَلا أسمَعُ سِوىٰ صَدىٰ صَوتِ أصابِعي ...
ماذا سَيَفعَلُ فُنجانُ القَهوةِ الثَّاني ..
مَنْ سيشرَبُهُ ..
هلْ يَتذكَّرُ لَمسةَ الشَّفتَينِ ..
أمْ لا يَعي ماذا أنتظِرُ ...
الكُرسيُّ المُقابِلُ الفارِغُ ..
هوَ يائِسٌ ..
هلْ يعرفُ كيفَ يُذرَفُ الدَّمعُ ..؟!
تِلكَ الوَردَةُ في مُنتصَفِ الطَّاوِلَةِ ..
المَغلولَةُ بِالكأسِ حدَّ الحدِّ ..
المُتوحِّدةُ بِرَحيقِها المُنبَعِثِ ..
تُحملِقُ حَوالَيها وتَرتَشفُ الإغماءَةَ ..
وأنتَ أيُّها القَمرُ المُدانُ حتَّىٰ الرَّمشِ ..
سَتبتَلِعُكِ الأحزانُ المُتلثِّمةُ ..
سَترتَجِفُ النَّجماتُ عليكِ وتَجهَشُ ..
فَيَلبِسُ الليلُ جِلبابَهُ الأسوَدَ ويَلوذُ ...
آهٍ يا سيدتي ...
كمْ أنا أشتاقُكِ ..
لقَدْ تأخَّرتِ ..
هاتي المَساءَ معَكِ وتَعالي ..
اِعبَثي بِجَسدِ الوَقتِ البَريءِ ..
ليسَ بعُمرِ الوَقتِ سِوىٰ آهاتي ...
هلْ سَتَبيعينَ حُبَّكِ لأوَّلِ عابِرٍ .. ؟!
حُبُّكِ يَجلِسُ وَحيدَاً ..
أنا رأيتُهُ عَلى صَخرَةٍ قُربَ القَمرِ
لوَّحَ طَويلا ً ولَمْ تُجيبي ..
وكلَّما رأيتُهُ يَهذي مَخمورَاً ..
أعلَمُ أنَّكِ غَمزْتِ لهُ بِالغِوايَةِ ..
فَأدورُ حَولَ حُبِّكِ بِرَقصَةِ الجانِ ..
كَيفَما شِئتُ ..
بَينَ ذاكِرَتي وأطوارِ المُحالِ ..
أقفِزُ مِثلَ أمواجِ البَحرِ ..
بينَ أفلاكِ المُتاحِ والهاوِيَةِ ..
أشرَبُ جَسارةَ التَّشاقي ..
أتَعمشَقُ عَلىٰ العِشقِ المُعرِّشِ عَلىٰ صَدَرِكِ
أتَأرجَحُ بينَ غِوايَةِ النَّهدَينِ ..
أنظُرُ إلى التُّوتِ المُعتَّقِ ..
يَراني ..
يَطرَحُ سُؤالا ً بِلا صَوتٍ ..
يَستَغرِبُ ..
لأنِّي لَمْ أكُنْ منْ ضَحاياهُ ....

مِنْ ديواني الرَّابع: ** نِساءٌ مِنْ شَمعٍ **



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق