أبحث عن موضوع

الجمعة، 14 أكتوبر 2016

العشب الأخضر ..................... بقلم: إحسان الخوري / لبنان


حَبيبَتي الَّتي علىٰ الهاتِفِ ..
أتسمَعينَني .. ؟
أتسمَعينَ جَلجَلةَ المَدافِعِ ..
أتسمَعينَ أزيزَ الرَّصاصِ ..
نيرانٌ متناثِرةٌ هُنا وفي البَعيدِ ..
صُراخٌ من بعيدٍ يُطالِبُ بِالذَّخيرةِ ..
انفِجاراتٌ تَهُدُّ الأمكِنةَ ..
غُبارٌ يُعانِقُ السَّماءَ ..
رَماديٌّ ..
ورُبَّما هوَ بِلَونِ الصَّحراءِ ...
أَتَرَينَ ..؟
إنَّهُ هَباءٌ بِرائِحةِ المَوتِ ..
يَتدفَّقُ ..
يَغمُرُ الوَطنَ ..
هوَ يَجزِمُ إلغاءَ كلِّ الأشياءِ ...
حَبيبَتي ..
أنتِ وبِرَغمِ عُذريَّتِكِ ..
سَتحمِلينَ بينَ طيَّاتِ أُنوثَتِكِ ..
آلامَاً مُتَصارِعةً ..
مَآسياً صفراءَ وحمراءَ ..
وبِالألوانِ الدَّاكِنةِ ..
ستُسَمِّينَها مع الأيَّامِ أسماءً كَثيرةً ..
جُرجُسَ وعَليَّ ومُحمَّدَ ...
حَبيبَتي ..
أيَّتُها الأُنثىٰ الَّتي أُحِبُّ ..
لنْ أبقىٰ تحتَ سيطَرةِ كيانِكِ ..
دُوارٌ مُفاجِىءٌ طَفقَ يُصيبُني ..
بينَ ذِكرىٰ رائِحَتِكِ ..
وبينَ أزيزِ الرَّصاصِ ..
إنَّها هِستيريا الحَربِ تَغُبُ أنفاسِي ...
حَبيبَتي ..
أنا أغفو علىٰ شَرخٍ في صَدري ..
يُهرِقُ جَسَدي بِالنَّبيذِ ..
فَيَسيلُ النَّبيذُ ..
يَتلوَّىٰ بينَ العُشبِ الأخضَرِ ..
يَطِمُّ الجَداوِلَ ..
يُلوِّنُ السَّحابَ ..
ويَغشى كلَّ الأكوانِ ...
حَبيبَتي ..
غشاوَةٌَ تُغلِّفُ عَينيَّ ..
فأتمدَّدُ ..
أسنِدُ رأسي علىٰ حَجَرٍ ..
سِلاحي يَتَّكيءُ جانِبي ..
صَوتُكِ يَتهادىٰ في أُذُنيَّ ..
أصواتٌ مُتَصاعِدةٌ حَولي ..
أسمعُها كالهَسيسِ ..
شَهيدٌ ..
شَهيدٌ .....!!!!

من ديواني الخامس : وطن من الذاكرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق