أبحث عن موضوع

الأربعاء، 12 أكتوبر 2016

خاطرة ...............بقلم محمد الجدي ..ابن الشعانبي / تونس



استيقظتُ لأجِدنِي مشْدودًا من أصابع يديّ بخصلات شعركِ ، مشنوقا بحبْل يتدلّى من سقف الأملِ، مُوغلاً في التلذّذ بحبّات عنبٍ من شَجرة زرعتها في غياهب الحلم...أفقْت على وقْع خُطاكِ يدقّ كعْبها أجراس خطر يدعوني لستْر عُرْي ضمائر تآكل لبوسها ..استيقظت على مشاعر تدق مطارقها قلْبي، فتُدْميهِ، تفضح حاجتها الملحّة إلى اللّه، تريد أن تشكوه غياب الحضور ساعة الحاجة الأكيدة للْحُضور.
ثمّة لهفة اشتهاء تلحّ عليّ، تدْعوني لاحتصانها بخشوع ، وعلى عجلةٍ من أمري أقتنص اللحظة ، و في خلْوة تنْصهر فيها الذات العاشقة بذاتها ، تتعانق الأرواح ، أتْلو آيات بيّنات من سور الفرح، ولساني يكاد يخرج من فمي ، يفيض الكلام على شفتيّ ، يتبعثر ارتعاشا ، أُنْهي البيان ، أخْتِم التسْبيح باسمها، وعندَ صلاة العشاء الدّسم بالرغائب والأمنيات، أدعو إليها كثيرًااا ..أستيقظ لأجدني أدعو عليها ، وفي ركعتي الأخيرة ، يسقط قلبي، يرتطم بالسجّادة، مغشيّا عليه، يتكوّر كلّي عليّ ، بإجْهاد، تأبّطتُ وعْيي ، تلمّست وجودي ، أدركت أنّي لاأزال على قيد الحياة، قمتُ، انتفضتُ، تناثرت منّي بعض ذاكرتي، كم سُررتُ حين اكتشفت، أنّي فقدت ذاتي الخانعة، المُستسلمة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق