أبحث عن موضوع

الاثنين، 5 سبتمبر 2016

قصّةُ العُمر ................. بقلم : خليل الدولة // العراق

قصيدة  من البحر الخفيف :

قد طَوَينا مراحلاً مِنْ حياةٍ ----- ليسَ فيها مِنْ رَجْعَةٍ للْوَراءِ
كانَ فيها الشّبابُ رؤيا مَنامٍ ----- أو هلالاً قد غابَ بعدَ المَساءِ
أو سَحاباً قدِ اضْمَحَلَّ سريعاً ----- بعدَ أنْ لاحَ بُرهةً في السّماءِ
كَمْ لَهَوْنا في ظلّهِ ولَعِبْنا ------ وَخُدِعْنا بِسِحْرِهِ والرّواءِ
وَعَشِقْنا وأيَّ عِشْقٍ عَشقنا ----- ما ظَنَنّاهُ لحظةً لانْتِهاءِ
ما ظننّا الْفؤادَ يسْلو هواهُ ------ أو وِصالاً سَيَنْتهي بالْجَفاءِ
أو خصاماً يُعَكّرُ الودَّ يوماً ------ أو فِراقاً ما بعدَهُ مِنْ لقاءِ
وَعَجِبْنا ممّا سَمعْنا كثيراً ------ أنْ يكونَ الهوى شقيقَ العَناءِ
وإذا بالّذي سَمِعْناهُ حقٌّ ------ وإذا بالْهوى أسيرَ الشّقاءِ
وَأفَقْنا مِنْ سَكْرَةٍ بالْأماني ------- غَشِيَتْنا كالّليلةِ الظّلماءِ
وَصُدِمْنا بواقعٍ مِنْ رَزايا ------ قد تَناهى فيها صُنوفُ البَلاءِ
وَرَجَوْنا أنْ يَنجَلي مِنْ قريبٍ ----- ما رُزِئنا فَخابَ ظنُّ الرّجاءِ
وَفَقَدْنا مِنْ أهْلِنا مَنْ فَقَدْنا ------ وَقَضَى مِثْلَهُمْ مِنَ الْأصدقاءِ
واسْتَقَرّتْ أجسادُهُمْ في قُبورٍ ----- مُوحِشاتٍ رَهْنَ البِلى والْفَناءِ
وَشَهِدْنا عَجائباً مِنْ أُمورٍ ------ لمْ يَزَلْ مِنْها عقلُنا في عَماءِ
ثمَّ جاءَ المَشيبُ يَعْدو سريعاً ---- كَنَذيرٍ بِغَزْوَةِ الْأعداءِ
فَكَأنَّ الشّبابَ كانَ عَدُوّاً ----- يَنْبغي قتلُهُ بلا إبْطاءِ
فَغَدا عَهْدُهُ مُجَرّدَ ماضٍ ------ أو حَكايا تُرْوى على النُّدَماءِ
ذكرياتٌ نَجْتَرُّها مِنْ عُهودٍ ------- ليسَ تُغْني عن حاضرٍ مِنْ غَناءِ
وشُغِلْنا بشاغلِ العَيشِ حتّى ----- لمْ نَجِدْ فيهِ فُسْحَةً للْهَناءِ
وطَوَيْنا السّنينَ طَيَّ كتابٍ ----- قد قَرَأنا فُصولَهُ باشْتِهاءِ
فإذا الْعُمْرُ ذرَةٌ مِنْ هَباءٍ ------ سابحٍ في فَسيحِ هذا الْفَضاءِ
أو خيـالٌ قد مَـرَّ في خاطرٍ ثـُمَّ تـلاشى كـالْآلِ في الصّحراءِ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق