أبحث عن موضوع

الاثنين، 5 سبتمبر 2016

حتى هذه الساعة.................. بقلم : عادل قاسم // العراق




1
...
حين ارست سفينة أحلامه العاجية على سطح الكوكب المنقرض ،ركض كجرادة حمراء تحت ظلال خيبته متوهما خلوده في هذه الوهاد التي كان يظنها فردوسه المفقود، اقعى على عقبيه وناح كامرأة اثكلتها حروب المجانين ،في الكتب الزرقاء التي تحولت الى افاع سامة تحت ابطيه رغم ان لاشر مستتر غير سكينة صدئة يذبح فيها الفئران
2
كان الضجيج والفزع يركضان خلفه هو يسمع وقع آذانهم تئز فيها الريح ،لكنه كلما تلفت الى الوراء، لم ير غير الاشباح وجذوع الصفصاف تجري هي الأخرى في هذه العتمة من نهاره العاري
3
ولكي يقطع شك غربته بيقينه المنفلت، نهق مقلدا حمار جده الذي كان جميلا حيث كانت الطيور تعبث في اذنيه
وهو يبتسم كجدار مسجى فوق طفلين جائعين، كان المشهد مفجعا، حيث يجتمع في بهو خرابتهم* رجال ياتزرون الاكفان وكم كان سروره مدهشا حين سقطت خلية النحل على مجمعهم العلمي فتفرقوا بينما عمائمهم السوداء والبيضاء بقيت محلقة في الفضاء فسقط مغشيا عليه،

4
حين انجلت الغبرة، كان وحيدا وجائعا، راح يبحث عن ثماره الموعودة، لم يكن هناك سوى نبات الخرنوب، وبقايا من أوراق شجرة الخِروعْ* الجافة المحترقة المتآكلة الجوانب من الفئران العنيدة التي هرعت نحوه متساقطة في حجره، تنظر اليه بعينين حمراوين، فسقط مغشيا عليه ثانية وتأفف بعد هنيه، اذ استفاق على حفلة زفاف لقطتين وكلب ينبح مزهواِ
ما عاد بإمكانه ان يتوارى عن انظار المحتفلين من المخلوقات التي لم يحوِ
قاموسه اللغوي اسماءً لها، كان صيدا سهلاً وحصاناً كفوءً لمهمته في ان يضعوا رسن العربة على رقبته المستطيلة،

5
لم يعدْ يشعر ان أرجله تسعفه في الوقوف ،ولم تعد هناك ،ثمة مركبه كان النهار اسوداً ،الدخان كثيف ، ليست هناك سماء، فراغ شاهق بالغبار وصحراء قاحلة كفتاة عانس، تهشم المرايا الكاذبة
وتحتفظ بصورة قديمة صفراء عن أنوثتها
الطاغية لم يعد بإمكانه التأكد مما يتساقط ،ثياب لنساء ورجال، قناني مشروبات روحية تدور على راسه المتصدع بالنعاس، دار معها باكمام ثيابه المحترقة ولم يعد حتى هذه الساعة

*-الوهاد
الوَهْدَةُ : الأَرْضُ المُنْخَفِضَة كالوَهْدِ والوَهْدَةُ : المُطْمَئنُّ من الأَرْض والمكانُ المُنْخَفِض كأَنَّه حُفْرَةٌ والوَهْدُ يكون اسماً للحُفْرَةِ

*-الخرابة أي البيت المهجور من اهله المُهدَم من بعض جوانبه
*-نبات ثماره لا تؤكل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق