أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 2 أغسطس 2016

مَنابِعُ الحُزْنِ .................. بقلم : سعدي عبد الكريم // العراق


أنتَ الذي يا فراتُ
شددّتْ القوسَ بالمنزعِ
وأنتَ الذي ما جدَّ جودكَ
من ماءِكَ المُترعِ
ألا ليّتَ الطغاةُ
يُعرضون يوماً على المفّزعِ
في هيّاج الرياحِ
وفوقَ اللظى المانعِ
والنوى الخانعِ
والسنا الخاشعِ
فتمسيّ رِقابهم كعراجيّن ليلٍ
دامع !

***
وتجري بدميّ يا فراتُ
كما سالَّ الدم من المصرعِ
وما من مفرعٍ
دون الخرابِ
وما من مهربٍ
دون الدماءِ
وما من مقلعٍ
وما من مفزعٍ
فأطيافهُ كلَّ حينٍ الى
مرتعِ !

***
تتوافدُ أشرعة السفنِ
على منابع الحزنِ
فيشتعلُ الشجنُ
واحتمالُ خلاص
الوطنْ !

***
أيةُ مبخرةٍ هذه ؟!
التي تأججُ دخان الغربةِ
ونار الفرقةِ
فمن مقلعٍ للحصى
تجيءُ الرياح
وقطارٌ سريعٌ يطوي المسافات
محملاً بالدمعاتٍ
يمتطي فزعيّ المُسرج
بالجنونِ !...
وعتمة هذا الليلُ
وغربة هذا النخلُ
تعاكسُ مرايا الروحِ
وتزحفُ نحويّ
تركض نحويّ
يبعدني ذاك الخرابُ
عن مرتعِ الحبِ
خِيمُ الوطنِ المتسربلة صوبَّ الغربِ
وصوبَّ الشرقِ
تهبطُ فوقها سُحبٌ حمراء
سُحبٌ صفراء
وطفلةٌ حيرى
وامرأة ثكلى
وشيخ محنيّ الظهر
وعجوزٌ تراودُ الحرَّ عن نفسهِ
أسلاك شائكة تلتف حول عنق الوطن
آه .. يا أيها الوطن المُولع حد الجنون
بأزمنة الشهادة
واحتدام الفصول
واحتمال الأفول !

***
دمٌ عبيطٌ يُلم الجراح
الى أسفلِ الخنصرِ
والى آخر النهارِ
حيثُ الموت ألا مُهابُ
يُلّوحُ ليّ بأطرافه
يعودُ كنبعِ الفراتِ
وبقايا الرفاتِ

***
أداجي ذهولي
وانكساري،
وشتاتي،
واحتضاري،
وموتي،
خلفَ نزف دمي
وأختفي !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق