أبحث عن موضوع

الخميس، 22 يناير 2015

محبوبتي بابل.......... بقلم : بشرى العبيدي /// العراق


غدوت لأحدثها..
في ذلك المساء..
فنثرت الأشواك..
في طريقي..
حزن انبثق..
من تحت مقلتها..
أضاء الليل بذلك البريق
بسمة وجع..
رسمت على شفتها..
بكبرياء وعنفوان محتها..
وأطلقت العنان..
ونادتني يا حسناء أفيقي..
التحفت بعباءتها..
غادرت المكان..
سرت خلفها..
راجيةً عطفها..
لأمتص غضبها..
كما تمتص الفراشة..
من زهرتها الرحيق..
ثرثرت لها عن قصتي..
علها ترق لسوء حالتي..
وتخبرني ما هي تهمتي..
ومتى ستعلن محاكمتي..
كأي إنسان..قام بالعصيان..
حقه العقاب....لا التصفيق..
لكنها تركتني وحدي أنطق
دون منطق..أغلقت الأبواب
رفضت العتاب..
جعلت الفؤاد متمزق..
ناشباً به الحريق..
توقفت لوهلة..
لمعرفة العلة..
فأتاني سيل من الأفكار..
ثم طرقت باب عشتار..
ماسكة بيدي..
قصاصة من أوراقي..
مطرزة بعباراتِ عذرٍ..
خطتها أناملي..
نابعة من أعماقي..
وقلبي الرقيق..
فتحت الباب مبتسمة..
وقالت :ما بالك تلاحقيني؟؟!
ما تلك التي بيدك أسمعيني؟؟!
هل هذه الحروف تعنيني؟؟
أم تعني شقيقي..
وقفت بصمتٍ..وأصابني الذهول
كطفلٍ خجول..عمره بضع سنيينِ
لا يعلم ماذا يقول..
امتلئ جوفه بالكلام..
كما تمتلئ بالمياه رئتي الغريق..
أنشدت كلماتي بحضرتها
علي أنال مسامحتها..فقلت:
يا بابل..يا أم تلد العظماء..
من رحم المعاناة والمأساة..
عنفوانك جاب الأرض..
وطال السماء..دون رياء..
يا مهد الحضارة..
وقبلة العاشقين والمنارة..
بحضرتك تتيه مني الكلمات..
وتتلعثم الحروف..
فأنت أساس الكتابة..
بألواحك الطينية..
وحروفك المسمارية..
رغم كل الظروف
ورغم ما يمر عليك..
ستظلين شامخة كشموخ النخيل..
ويكفيك على أرضك أقام الخليل..
فمن أين يأتيك الأفول..
وبك تبدأ وتختم كل الفصول..
فلا تهجريني حتى وان علمتِ
بأنني أعشق بغداد..
فأنا ما أزال حافظة للوداد..
بكل ميعاد..بنت الأصول..
غصون الورد
بشرى العبيدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق