أبحث عن موضوع

الخميس، 22 يناير 2015

تأملات قرآنية ................. بقلم الكاتب : جواد الحجاج /// العراق


قوله عز من قائل :
((واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين*ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون))الأعراف: ١٧٥ - ١٧٦

الاية الشريفة في معرض الحديث عن نموذج بشري يتكرر في حياتنا عالم يبيع دينه وآخرته بدنياه او دنيا غيره وما اكثرهم هذه الايام ..اما السؤل كيف يصل العالم الى هذه المرحلة من الانحدار والتسافل ؟
لذلك سببين :
الاول كي نفهمه لابد ان نفرق بين العلم والمعرفة فالعلم بحد ذاته ليس ميزة ولا امتياز بل ما يولده ذلك العلم من معرفة ترتقي بالنفس وتنعكس على السلوك .. فابليس كان عالما ائمة الضلال كانوا علماء ولكنهم ليسوا بعارفين المعرفة ثمرة العلم والعلم الذي لا يأتي بالمعرفة ليس سوى زخف وعرض دنيوي وتفاخر اجوف ...
السبب الثاني :
عدم معرفة النفس لقد كان بلعم بن باعوراء لا يعرف نفسه ..لقد أغراه فرعون بالمال وأتبع المال شهوات ومتع زائلة ثم غرق في الدنيا التي طالما ذمها وحذر منها الإسرائيليين وهو يلقي المواعظ الموسوية عليهم ..انغمس في هواه حتى أذنيه ..و كان ضلاله وانحرافه فتنة كبيرة ولكنها درس عظيم للمؤمنين ..لقد اتبع هواه وانحرف وباع دينه بثمن بخس وكان فيه من الزاهدين .. ولقد استخدمه فرعون كورقة ضغط معنوية على بني إسرائيل ..

ان معرفة النفس من أصعب وأنبل وأعز أنواع المعارف فهي التي تقود لمعرفة الحق (سبحانه وتعالى) .. في مرحلة ما فإن تلك النفس تخادع صاحبها تطول تلك المخادعة أو تقصر حتى يصل النقطة يظن أنه عرف نفسه فتعرض له فتنة تزله عن الطريق وينتكس وربما ينحرف إلى الطريق المعاكس تماما وأغلب الذين ضلوا هم بالحقيقة قد فشلوا في امتحان معرفة أنفسهم ..وإذا كان سوء الظن منهي عنه فإنه ليس كذلك مع النفس بل ومطلوبا أن تسيء الظن بها..ويبقى الإنسان في جهد وجهاد ومجاهدة مع نفسه حتى آخر لحظات حياته لا يثق بها ولا يطمئن ....دمتم بخير / جواد الحجاج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق