أبحث عن موضوع

الجمعة، 28 يناير 2022

عابر سبيل (فن الكتابة على الزجاج) ............. بقلم : رعد الإمارة //العراق



١ (انتباه)
لم يكن يعنيني انتظاره لي في محطة الباص كل يوم، الذي يعنيني بصدق أنه تجاوز حدود الوقاحة، أخذ يكتب اسمه على ظهور المقاعد، وحين لم يجد مقعداً خاليا ً، هز كتفيه، لكنه ترك اسمه على ظهر السائق!.
٢ (جلطة)
وَضعتْ يدها على قلبي، لا أعرف لكني تنهدّتُ بصدق لأول مرة، قالتْ وهي تعقد مابين حاجبيها :
_هل يوجعك هذا حبيبي؟ اومأتُ برأسي، حيرَتني البنتْ، لم تكدْ ترمش حتى فاضتْ بحيرة عينيها بدمعٍ صحبه نشيجٌ عذبْ،قلت :
_طيّب لاتبكي، انظري اتلفتِ كحلَ عينيكَ. ضَحكتْ فجأة وكادتْ تشرقُ بدمعها، قالتْ وهي تمسح عينيها المحمّرتين بكل مالديها من المناديل الورقية :
_ لن أبكي، أنا اسمع كلامك بسرعة، لكن عدني بأن لا تموت ، ليس قبل أن نشيخ معاً. هذه المرة بكينا سوية!.
٣ (وطن)
وأنا الصق ظهري إلى جذع الشجرة، شَعرتُ بمن مسَّ كتفي من الخلف ، حين التفتُ كانتْ عصفورة، قالت وهي بالكاد ترفع طرف جنحها :
_انظر، أحدهم سلبَ عشيّ. عندما رَفعتُ رأسي لم يكن ثمة أثر لعش ما، فقط بضعة أعواد متناثرة بذل الغصن جهداً للحفاظ عليها، قلت وأنا أمسحُ على رأسها بود :
_من فعل ذلك، أعني من كان السبب بهذا الخراب؟. قالت وهي تنقر طرف سبابتي بغضب:
_اظنها العاصفة، على أحدهم أن يعاقبها، هل ستفعل ذلك من أجلي؟ . قالت ذلك وحاولتْ تقبيل فمي بمنقارها الصغير، نكّستُ رأسي للأرض ثم تنهدتُ، قلت بأسى :
_أنا أيضاً دمّرتِ العاصفة عشيّ، أقصد داري. كانت يدي ترتعش وأنا أشير لها نحو كومة الأنقاض التي كانت فيما مضى بيتي .
٤ (خيانة)
طوقتها من الخلف، حدث ذلك في شرفة غرامنا، لكنها وهي تتنهد، وهي تفعل ذلك بصدق، َتمتمتْ باسم آخر، ليس فيه أيُّ حرف من أسمي.
٥ (بعد فوات الأوان)
أصلحتْ من ثيابها قبل أن تخرج، لقد عبثنا كثيراً هذا المساء، عند الباب التفتتْ، فعلتْ ذلك برأسها فقط، قالت :
_لستَ أوّل من يعبث معي، لكنكَ كنت افضلهم، اللعنة عليكْ أين كنت!.
٦ (شعور)
اذكر أني قبلّتُ جبينها لأول مرة ، فعلتُ ذلك بودٍ كبير، العجيب في الأمر أنها دفعتني بعيداً، قالت وهي غير مبالية بدهشتي :
_أعرف، ستهجرني.
٧ (لست الوحيد)
في ليلة قمرية شديدة الجمال، كنت احدّقُ في السماء، حاولتُ إحصاء أكبر قدر ممكن من النجوم، خيل لي أن القمر تنحنح قبل أن يقول :
_لاتحاول العد، غيركْ فعلَ ولم ينجح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق