في عيدِ ميلاده المصون بالنحاسِ ،
مدّ رمسيسُ الذراعَ الى أقرب غيمةٍ راحلةٍ الى الشرقِ
تزاحمت مكعباتُ الرخامِ وتهافتت الرمالُ بالهتافِ على طولِ الحياة
لم يبغِ الهجرةَ من مكانه المنصوب ولا يقلع جسدهُ من كرسيه العالي
هي إشارة أرادها بينه وبين نفسه بعيداً عن آذانِ الجدران أن معاولاً تستعد
لتحطيمَ البناء الذي أقامه الزمانُ بسواعدِ الدقائقِ ومساعدةِ الثوان
وهناك جواسيسٌ يتحركون لكسب المزيدِ من العمالِ لتهشيم الأحداق من
النظرِ الى البعيدِ ، والمقابرُ الصناعيةُ تصنعُ أشكالَ الهضابِ على شكلِ أهراماتِ الضياع ، لم يشكل الرّيحُ هيكلاً عندما تركَ المكانَ نحو الغربِ
لأنّ بعده ستأتي النجومُ الحالمةُ بليلةٍ حمراء. الجِمالُ ترسمُ له بيتاً ظلاله من أهدابِ القمرِ ، النجمُ يكذب على الضياءِ بألوانِ الشرودِ الذهني للجمادِ . يدسُّ آخرَ حلمٍ في ترابِ الحقيقةِ خوفاً من السلطانِ الذي ينحرُ الأحلامَ قرابين للإلهةِ المنصوبةِ من تمرٍ مجففٍ جلبها تجارُ الشمال .
لم ينافسْ أحداً ، مكانهُ محجوزٌ ، له ركائزٌ مع قبورِ أخوته وحاشيته تحفّه من حوله على أنّ الموتَ هو الحياةُ والروحَ منفوخةٌ من ترابٍ وحجرَ الأضلاعِ هو النبضُ الدائمُ لإشعاع الدربِ السالكِ الى الخلود. تلكَ المعادلة الحقيقية الطردية نتيجتها لمسة اليقين واضحة يعرفها القاصي والداني مكتوبةً فوق جوٍ مملوءٍ بالعتمةِ وفرعون معصوبُ العينين.
ما هذا الاختبار في لحظة الاختيار .
البصرة / ٢-٤-٢٠١٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق