سالَ دَمْعي وَنَالَ مِنّي الرُّكُونُ
وَتَداعَتْ شَكائِمٌ وَحُصُونُ
كَمْ وَكَمْ أَغْراكَ الهَوى في كَمِينٍ
لٍَمْ يَفُزْ حِينَهَا الهَوى وَالكَمِينُ
مَا إِنْشِغالُ النُّفُوسِ إِلاّ سَبيلٌ
فَتَكُونُ الغاياتُ حَيْثُ يَكُونُ
فَشروعٌ على الطَّرِيقِ إِنْتِهَاجٌ
أَحُطَامٌ أَۤمِ المَجِيدُ قَرِينُ
لَمْ يَكُنْ نَهْجي في العَلاءِ خَتيلاً
أَوْ مُريباً تَسْعى إِلَيْهِ الظّنونُ
إِنَّما الدَّربُ كُلُّهُ مِنْ بَياضٍ
وَبنورِ الصَّباحِ عَزَّ الظَّنِينُ
وَالَّتي أَسَّرَتْ فُؤَادَ مَنِيعٍ
هِيَ جِنْسٌ مِنَ المِلوكِ مَصونُ
لَبَسَتْ تاجَ حُسْنِها بِسَلامٍ
قَد أَتى طَوْعاً وَالطَّبِيعُ أَمِينُ
لا قُصوراً في ما تُهِيبُ جَمالاً
وَلَها حُسْنُ وَجهِها وَشُؤونُ
وَلَها لَفتَةُ الرَّشا لَوْ تَلَوَّتْ
تَسْتَبيحُ العُقولَ مِنها الرَّزينُ
مِنْ لَطيفِ النَّزيقِ عَنْ حَرَكاتٍ
لَطُفَتْ كُلُّها وَما قَد يَهونُ
شَمَلَ الُّلطفَ-ما أَرى- سَكَناتٍ
فَأَتى بالبَهَاء ذاكَ السُّكونُ
لا كَلامٌ بحَضرَةِ الحُبِّ حَتّى
تَسْتَنيرُ الخِطابَ منّأ العيونُ
ما لِٗجَفْني لا يُطبِقُ الرَّمْشَ عَنها
أَلِجَذْبٍ تَصِيدُ مِنهُ الجُفونُ
بَدًّلَتْ صُحبَةَ الزَّمانَ بِعَيْشٍ
كانَ لِلْحُبِّ قُربَةًٌ وَفُتونُ
كُنْتُ قَبلاً أَخافُ كُلَّ مَساسٍ
صارَ خِلِّي مِنَ المسَاسِ الجنونُ
تِلكَ حالُ الَّذينَ بالعِسْقِ أَمسوا
لَيسوا إِلاّ مَصارِعٌ أَو طُعونُ
يَكْفي أَنَّ العَشيقَ مِنْ غَيرِ قَلْبٍ
واهِباً كُلَّ ما حَواهُ الضَّنِينُ
وَجِناسُ الوِدادِ كانَ عَديداً
وَلِكُلِّ الصِّنوفِ بانَتْ فُنونُ
وَوِدادي إِلى الوَصِيِّ تَناهى
ذَروَةَ الحُبِّ في الفُؤَادِ قَطينُ
ما يَقولُ المُحِبُّ عَنكَ جلاءً؟
وَجَميعُ الصِّفاتِ مِنكَ تُزينُ
كٗيفَ يَخفي النِّقابُ قُرصَ شَمسٍ
وَبها يَنجَلي الفَضا وَيَبينُ
يا وَليداً في كَعبَةِ اللهِ بِدءاً
وَخِتاماً على السِّجودِ سَكينُ
زادَها اللهُ رِفعَةً بانشِقاقٍ
صَدَّّعَتْ بابَها وَهَلَّ المَعِينُ مُشْرِقٌ جٍَوفُها بنورِ عَليٍّ
قَد أَضاءَ الشِّعابَ نورٌ مُبينُ
في مُجِيرٍ يَحمي الحِمى بِسَلامٍ
هْوَ لِلْجودِ هالَةٌ وجَبينُ
شُرِّفَتْ إِنَّها نأَتْ بِمَكانٍ
قِبلَةٌ النَّاسِ في الرِّضاءِ يقينُ
لكِنِ المَولِدُ الشَّريفُ مَزيدٌ
لِشَريفِ المَكانِ مِنْهُ مَكِينُ
أَيُّها الهادي والإِمَامُ ملاذاً
يا قَسيمَ الجِنانِ جاءَ المَدينُ
قالَها سيّدُ الورى بِصَريحٍ
لِقَبيلٍ أَنتَ الكَقبلُ الضَّمينُ
كانَ مَثواكَ في الغَريِّ عَلاءً
بعَنانِ الزَّمانِ جازَ الدَّفِينُ
وَلوادي السَّلامِ عَطفُ اشْتياقٍ
أَبَداً يَسجِرُ الدُّعاءَ الحَنِينُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق