أنا البابليُّ هنا ، فأينها بابلُ ...؟
كلٌّ حديقةٍ فيها منفى
و منفايَ فيها يغيرُ كلَّ يومٍ جلدَهُ
أنا لا أذكرُ الذي مرَّ من حُلمي
لكنني أذكرُ أنَّ أبي جاءَ بعدهُ
كنتُ و الليلُ و قمرٌ نبيلٌ يضيءُ حُزيرانَ
نسيرُ جنباً إلى جنبٍ في القصيدةِ
و المجازُ كانَ عَزْفَ جِثارةٍ وحدهُ
يَكسِِرني ...
و تُسْكِرني روعةُ الإيقاعِ
لكنني لنْ أُسلِّمَ المجازَ أُغنيتي ، لنْ أسلِّمَهُ
قالَ لي كنْ لحُلْمكَ خادماً
أما اليَبابُ فكنْ عليهِ سيِّداَ
و لا تَقصُصْ حُزنكَ على إخوتكَ
فيكيدوا...
و مَسِّدْ جناحيهِ الصَّغيرينِ جيِّداَ
ليكبرَ ، ليعبرَ السياجَ وحدهُ
لنْ أُعلِّمَ قلبي كيفَ ينظِّفُ ريشَهُ
و كيفَ يوسِّعُ رُقعةَ الزَّمانْ
كي أُحلِّقَ في نفسِ المكانْ ... لنْ أعلِّمَهُ
لا أُغنيةَ في النايِ سوى ما نَفختُ
و ما أخذتُ عن مقامِ النهوندْ
- أنا الواصفُ و الموصوفُ و الصِّفاتْ -
سأُوقعُ صُكوكَ الغُفرانِ باسمهِ
و أُوسِّعُ بأُظفُرهِ ظلَّ شُجيرَةِ الصَّنوبرِ
كي يُظَللَ رُفاتَ عاشقينِ أسيرينِ
مازالَ خوفُهما من الموتِ على قيدِ الحياةْ
لكنني لنْ أُحمِّلَ عازفَ الكَمانْ
نشازَ الهديلِ في فمِ اليمامِ
و سقوطَ أندلسي عنِ الحصانْ ، لنْ أُحمِّلَه
كنتُ أظنُّ أننى سأوسِّعُ البحرَ
إذا انتقَصتُ منهُ نورَستينْ
لكنني وجدتُني أُضيِّقُهُ
فكيفَ أوسِّعُ قلبي كي أُحبَّ امرأتينْ ...؟
واحدةٌ تُكلمُ نهدَها هُدهُدَها
عن بابلَ التي أصبحتْ كلُّها منفى ، كلُّها
قلتُ حقٌّ عليَّ أن أغبِطَ هُدهُدَكِ
قالتْ تعلَّمْ لغةَ الطَّيرِ لكي تُكلِّمَهُ
سأُدرِّبُ قلبي كيفَ يصطادُ نجمةً
على ضوئها أسمعُ هسيسَ الملائكةِ
و هم يجوبونَ أزِقةَ المدى
ربما وجَدوا بابلي مُصادفةً
و أعادوها إليَّ إلى هُنا
سأشرحُ لقلبكَ سُورةَ " النساءْ "
و أمنحكَ ليلةً
لم يلِدْها لكَ الشعرُ و لا النبيذُ
فلا تقلْ لأحلامكَ أنكَ خائفٌ
ترى المجازَ حُرّاًً
يُوسِّعُ صدرَ الصدَى
قلتُ ، و إنْ كسّروا قلبَ الفراشِ
قلبَ أمي ...؟
عَجنتُهُ قالتْ غداً بالنَّدى كي أُرمِّمَهُ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق