أبحث عن موضوع

الخميس، 4 يناير 2018

جزرٌ عذراءُ ........ مملكةُ الإبداعِ.................... بقلم : مرام عطية / سوريا



فرسٌ جموحٌ نبعُ إبداعهِ الطَّافرُ ، يقفزُ فَوْقَ السدود، يتجاوزُ المحطاتِ ، يقلبُ الموازينَ الرتيبةَ
ويمزقُ الخرائطَ المريضةَ بالجذامِ ، و نظامُ الإدارةِ في أقاليمِ بلادي عجوزٌ هرمٌ ، يزحفُ ك سلحفاةٍ ، أضلاعهُ الحديديةُ قوستْ ظهرَ المبدعين ، ألبستهُم قميصاً مهترئاٌ رماديَّاً أكلهُ العثُّ ، وتراكمت عليه أدرنُ الكسلِ والقصورِ
تجرعتْ أحلامُهم مرارةَ حنظلها ، تجرَّحتْ بسكاكينِ مماطلتها وتسويفها
يالبؤسِ تلكَ النظمِ الثلجيةِ ! طائرُ الإبداعِ من مملكة الفينيقِ لايهلكهُ ذاكَ الصقيعُ
توكأ على عصا الرمادِ، وقفزَ فوق مستنقعاتِ الماضي
العفنِ ، قوانينها الضَّيِّقةُ منسوبها أصغرُ لم تتسعْ لسحابِ أحلامهِ الثريِّةِ ؛ فهي ليستْ على مقاسِ المبدعين .
تخطى أسلاكَ الزمنِ الحديديةِ ، امتطى جوادَ المحالِ كغزالٍ رشيقٍ يهرولُ إلى جزرٍ عذراءَ ؛ ليصنعَ غذاءً من رحيق المعرفةِ ، أحلامهُ الشاهقةُ تسرحُ قطعانها في مراعي الغدِ الأخضرِ فيتلاشى عقالها أمام زحفها المقدَّسِ كخيوطِ العنكبوتِ أمامَ الريحِ
هاهو رحم الوطن شديد الخصوبةُ يلدُ كل يوم جوادا أصيلا أوطائرَ فينيقٍ
تدفقْ أيُّها النبعُ ، و لاتبالِ بأصفادِ الحديدِ أو بمرارة الشرابِ ، مدَّ سجادةَ الصَّبرِ طويلةً ، فكلُّ جديدٍ هو جرحٌ عميقٌ في جسدِ الموروثِ التليدِ ولايفهمهُ إلاَّ المبدعون الواثقون
.قشِّرْ طحالبَ الفكرِ بأناملِ العلمِ واخلعْ عنها ثيابَ العفنِ النحاسيةَ ؛ ليشرقَ في عينيَّ نهارٌ جديدٌ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق