وصلتُ إلى البابِ الأخيرِ
قبل أن يكشفَ النهارُ عن ساقيه
أعلنتُ أمامَ روادِ الحانةِ
عن فشلي الذريعِ في احتساءِ كلّ النبيذِ
تبريري الجافِ
لبلاهتي
ودماثةِ ترنحِ حنجرتي
حينما تتحدثُ عن طولي
الذي باتَ يتقلصُ أمام الظلِ
كنقصانِ أطرافِ الأرضِ
من عضاتِ الندمِ
أكتبُ بأناملِ حواسي لا بمدادِ الكفِ
لذلك
تعثرَ مشروعُ النسيانِ
في البنية التحتيةِ من السلّمِ
لإكمال العبورِ
إلى وسطِ الدنيا.
الجو الخانق لصوتِ المعروفِ
الطيرُ معلقُ لغصنٍ يعتليه
لا للسماءِ
ظلتْ ريشاته
تتوسلَ إليه ألا ينتفَ التحريرَ
سقطتْ الصورُ من جدرانِ الغيومِ
تلتها الأسماءُ
من الأبراجِ ومداخنِ التعبيرِ.
خارجَ القريةِ
كانَ المشروعُ مكتوباً
بقلمٍ أصفر
كالزعفرانِ في قدحِ الشاي
بماءٍ مخففٍ ليستسيغه البالُ
قصةٌ تجاوزتْ حدودَ الفهمِ
وتلاوتها مملةً
كالروتينِ القاتلِ بين المناضدِ ،
كرصاصةِ الغدرِ
تأتي بلا رحمةٍ ولا استئذانٍ
تدخلُ ، وتخرجُ وكأن شيئاً لم يكنْ
هكذا أنتِ مشروعُ البقاءِ
في مراحلِ العمرِ الفائتِ
يا ترى
هل بالإمكانِ
أن أزرعَ بذرةَ النسيانِ
مرة أخرى
في سندانِ الموتِ الأخضر.. البصرة / ١٣-١١-٢٠١٧
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق