الآن في الدقيقةِ القاحلةِ
بعد منتصفِ الفراغِ
أعلم أنّك في مقهى ناءٍ
تتلاشىٰ ..
مثل أحلامِك الهزيلةِ
الوقتُ بتوقيت الرتابةِ
سكّينٌ أعمى
يحزُّ رأسَ صبرِك
تتحسّس التبغَ
على شفاهِكٙ التي تفطّرتْ
كـ ساقيةٍ جفّ شريانُ حياتِها
أصابعُك التي تعِبتْ
من قرعِ الطاولةِ
ترتجفُ
كما أصابع المحتضرِ
تقلّب برأسِك نشراتِ الأفكار الموجعةِ
تطوي مساءَك
مثلما يطوي معلمُ الصّف .. ورقةَ الغش
تعود مثقلا لغرفتك
آه .. غرفتك لا شيء فيها
سوى رقّاصِ السّاعة
وحشٍ ..
يصيّر من ليلِك غابة استوائيّة
لا يتمنى لك فجرًا .. لا بؤرة ضوءٍ
لتنتزعَ جلدَ خوفك و تنفذ بقهرِك
تحصي خيباتك الثلاثين
تسعى جاهدا لـ انتزاع رأسك
رأسك الفائض عن حاجتِك
تلقي به في مقالبِ الندامة
مثل ذكرى مؤلمةٍ
و تنتهي تماماً
كـ أيّ حكايةٍ بائسةٍ ..
**
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق