شجاعتكَ لن تكتمل
لتضعَ في طريقي نصفَ الحلِّ
وفي قعرِ كأسي ذراتُ رملٍ
أرتشفُ برودةَ الماءِ
خشيةَ الذنبِ
لأني فقيرٌ
استعجلتُ الغنى
وأملكُ دراجةً كي أسرعَ إليكَ
محملاً بحقيبةٍ
فيها الرسوماتُ الأوليةُ من ذنوبي
كان توقعي
يغفرها لي الربُ
عندما تمسحُ على قلبي اليتيمِ
من لونِكَ القاني
تبلغُ عطرَ امرأةٍ في ثوبي
حيث دمي يصطبغُ بلونِ الترابِ
كادتْ الغربةُ تكسو حتى ملامحي
بغلافِ الجوازِ الأزرق
خوفاً عليّ من التشردِ
واغتيالات التياراتِ الثلجيةِ
صوفُ ظلّك يتبعني
كالمكوكِ يروحُ ويجيءُ
بأرقى وهمٍ
ينسج وجهاً آخرَ لي
كأنّي الواحدُ في المهجرِ
أصبحتُ بعد المغربِ أكثرَ من عشرٍ٠٠
شجاعتك جعلتني
أسكنُ نفسي
بدونِ دفعِ الأجرةِ
أجاور روحي الخفيفةِ
وارتعاشي لن يفارقَ كفّي
أسرجُ بطولتي
على مهرِ ارتجالي
عبرَ غابةِ الوحشةِ والانفراد٠٠
سأنصبُ خيمتك
وأشعلُ أعوادَ الانتظارِ
حين يقعُ النصيبُ
أقرأ ضوءاً
على بقعةِ الأملِ الجلدية
بشجاعتك تسدُ حاجتي
بلا كللٍ
توقدُ النارَ من النارِ
وتتركُ الدخانَ يسافرٰ
مع أشرعةِ الأقدارِ
إلى ذلك الموعدِ
الذي مسحه غمدُ الشوقِ
المرصعِ بياقوتِ التمجيدِ
قبل أنّ يستلَ نصلَ التحدي
إن كنتَ شجاعاً
اقتربْ بالسرِ ولو٠٠
شبراً واحداً من هذا الحدِ٠٠
البصرة / ١٦-١٠-٢٠١٧
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق