أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2019

ضــوء آتٍ مــن فــتحة بــاب ..................... بقلم : المفرجي الحسيني // العراق




بخطوات سريعة يسير على عجلٍ، شوارع أعياها الحزن والألم، تبدو مدينة الشوارع عمياء ، حذرة أمامه، تملكهُ إحساس بالأبدية ، للحظة صار شريكاً له، ثم اختفى حلَّ مكانه العدم ، إنه لا يبحث في تجواله السريع، في الشوارع السوداء ذات الإنارة المظلمة إلا في الليل، بعد أن يتخلص من أنانية الأسرار، من خراب ودمار المدينة الموجع للقلب، الأجوبة المجهضة قسراً بعملية قيصرية، ظلام الشوارع كئيب ، مخيف مقلق ، نظرهُ بدأ يضعف، زاده سواد الشارع وسواد الظلمة ، كان هذا الأمر يخيفه، بل يرعبهُ حقاً ، بيوت المدينة موزعة كالفخاخ، المدينة ، مدينة الظلام ، في الليل تبدو مدججة بالحواجز، حواجز من البشر، جدران عالية ، جهود مجهولة، هو لا يعرف كيف ينجزها ،يقفز من فوق بعض الحواجز، أصوات خلفه، بخفة يركض ... قف، يسأل نفسه: أقف؟ أين أقف الساعة بعد منتصف الليل ،إن ما يحيط بي يسبب لي ألماً حتى النخاع


لم يتوقع في المدينة المظلمة ، أن يحبه أحد ما أو يتعرف عليه أحد ما ، كان متميزاً بالوحدة والانفراد، ها هم الآخرون ينفرطون من حوله


كان يدخل مسامه !، يلقي نظرة أخيرة على وجهه، ثم يفرز عرقه المتشنج بالألم على العالم ، كان أول مرة يشاهد بها بصيص ضوء


آتٍ من فتحة باب عملاق، صعد السلم الحجري للباب، لم يُعبِّر عن نفسه كما يجب، لم يحدد إيماءات التفاهم ، لم يحدد اللغة التي سيقولها


إنما أحاط نفسه باضطهاد المكان فحسب، عيّن بدقة كل تفاصيل وملامح الباب، آه ... ما أحلك الظلام، يأخذ نفساً عميقاً ، يهم بنفخ الباب بزفير رئتيه، يُعلن أنه يريد ضرب الباب بكلتا كفيه ، الباب الذي وقف أمامه قروناً، يرفع يديه إلى الباب، يوقّع اسمه من جديد بمدادٍ أصيل


يسمع صوتاً آتياً ...، ها أنت عدت أيها الحبيب ،كنت بانتظارك منذ زمن بعيد ؟ !.





العراق/بغداد



6/9/2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق