أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2019

الحمراء ..................... بقلم : العلمي الدريوش _ المغرب







( هواك ياحمراء فاق الهوى
ومن يهوى سواك ما هوى )




قفوا


أيها الشعراء

أو لا تقفوا..

بكى الناي

إذ رآها خلف لحاف الجوى ترتجف..

هي الحمراء ؛

خندق من الظلال والأنسام والأنداء..

تنساب في دمي موجا يعلو ويهبط ويعلو..

والأحلام بالشذى تلتحف..

فما الذي أصف؟!

هي الوصف

والواصف

والموصوف والصفة..

بها معبد العشق والشوق يتصف.

وأنا الصب أصبو لمحرابها

والطرف معتكف.

لا سلالة لها،

هي من أنجبت ذاتها..

لكنها ليست آلهة أو نصف إله..

هي ما يقطر من شهد الارض فوق الشفاه..

هي المساء يحمل الشمس فوق اكتافه

ولا يكترث..

هي ما تبقى مني ومن لغتي،

هي من تقول لي:

هيت لك،

كل ما في الكأس والصدر لك..

هي اسم فعل لا ينصرف.





صبنت كاس الغدير عنا،

أيتها الربوة الشماء ..

كلما شربنا كأسك المسحور نظمأ!

كأننا في حباب الكأس نرحل..!

صبنت كأس الغدير عنا..

أنا والقصيدة العذراء والحمراء

ثلاثة كنا؛

نغرف وقتنا من الوقت

ولا نسأل..

نصابي الندى

وهو في صدر رمانة شقراء

كأنه الرضيع والنهد لا يمحل..

ثلاثة كنا؛

نمسك بذيل غمامة

تختال في عرائش الأضواء..

فتجفل كمهرة شهباء..

نجري خلفها ولا نهدأ،

نجرها من ضفائرها الملساء..

فيقطر الماء والأسماء والسمان والحجل..

ثلاثة كنا؛

ومن حولنا الدوالي

في دلالها المعتاد

كواعب أترابا تنادي..

تراود الأبصار ..

تكتب بالرقص عشقنا الأول.







ايها المشظى بالعطور

كجرعة الصهباء؛

علق راحتك فوق جسر التعب..

واركب معي أهواء الصباح..

أريدك يافعا لا يمل الشغب.

صاحت الحمراء،

والشمس تقرض الأغصان والبطاح

دنانير من ذهب..

اخلع نعلك

وأوجاع الحياة..

إنك بالوادي المقدس

يسيل من شفتي

يسيل بالرضاب والعسل..

فلا تغازل امرأة سواي،

وخذ حظك

وافرا في العشق من لمتي..

وتعقب في رؤاك خطاي،

هنا نمشي داخلنا..

فاغسل جسدي من جسدي،

وعلمني الرقص فوق الماء والكلمات.







حمراء يا حمراء،

لم تنضح نافورة الأشواق،

لم تزهد الروح بعد في الجسد،

لا ولا ملت مربعها

ساعة الشد والحوب..

الروح بنت الحاءات ما تزال حالمة

بين هواك ولوعة الكبد..

حمراء يا حمراء ياحمراء،

حنانيك! حنانيك!

داعبي بالصفصاف وجعي،

وانثري دقات قلبي بذورا

للهداهد والحساسين واليمام..

حمراء يا حمراء اتقدي في دمي

كي تعلو سماء غربتي ندف الغمام..

وانهضي في شراييني شلال ملح وماء

يغسل ما تبقى من الكرباج وعضة الجلاد..

وانهضي شرفة تطل على العائدين في لغتي..

وارسمي بالشذى والندى

خطوات من مشى على الشوك حافيا*

في خمائل الخلاد..

وازرعي في عينيك الورد للصغار والحالمين

بالحب والحب والسلام.







هوامش:

* الحمراء: قرية خندق الحمراء المطلة على نهر لوكوس والمقابلة في الضفة الاخرى من النهر لقرية بني خلاد.

* مشيت على الشوك حافيا :من قصيدة للشاعر محمد الخلاد




.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق