أبحث عن موضوع

الأحد، 1 سبتمبر 2019

وصلنا لو بعد ......................... بقلم : عبدالزهرة خالد // العراق




بقي للرحيلِ مسافةُ رفّةٍ وهفهفةُ ضئيلة

لقد تكسرت الأجنحةُ

وتناثرَ الريشُ ريشةً تلوَ ريشة

حتى أضلاعُ المنضدةِ

تخلت عن قامتها واضمحلَ السطحُ ،

لم يعدْ يرافقني أحد

يوصلني إلى بدايةِ الشارع

كي أصلَ إلى دارِ الفقيد.

… … …

تاهتْ من جيوبي حروفُ المراثي

ولم يبقَ منها إلا عبارةٌ

كتبتُها مراتٍ ومرات

بكفّي اليمين

لن ينتهي مفعولها

مع تقادمِ الزمنِ … هي …

هي ( إلى رحمةِ الله الواسعة )

كأنّها الختمُ الأحمرُ على صالةِ اللقاء

كأنَّها المغاليقُ تغلقُ الأفواهَ إلى الأبد

وتمنعُ فتحها مرةً أخرى خشيةَ العدوى

أو خشيةَ الصراخ .

… … …

لم أصدق أبداً

حينَ بدأ مشوارُ اللاعودة

منهم منْ قضى نحبه

منهم منْ يسير على الصراط

منهم منْ سلمني صوراً

حفظتها في بؤبؤٍ لا يضلُ ولا ينسى

تراكمَ الغبارُ وكبرَ كثبان

اجتيازهُ صعبٌ على خطى الرّيح .

… … …

تحت خطِ القلقِ ورقةٌ تقرأ

السّطر ما قبل الأخير…

ثمة مفاجئة ، يتهشمُ البناءُ فوقَ رأسِ الفرار

تتهاوى القممُ وقتَ ما تناثرَ

ورقُ الخريفِ فرحاً بغفوةِ القيظ ،

يفرحُ النّاي كلّما أقتلعَ ضروساً من التقاويم

ويعزفُ لليلِ أغنيةَ السهرِ يلهي به الوجع ،

ما يذكرُ الفراقَ غيرُ المرايا اليتيمة

ووداعٌ منقوشٌ على وجهِ النجوم.

… … …

الغدُ ينتظرُ الباصَ الأصفر

لا مظلّةٌ تغطي له الشموس

تعبَ من الوقوفِ على قارعةِ الجواب

لم يرّد إليه ساعي البريدِ مكتوبه القديم ،

في منتصفِ الطريق

تركوا الحقائبَ الثقيلة

لم يعاتب مطلقاً صاحبُنا الغيابَ

الذي ينقلُ معه صفاراتِ القطار … إلى … إلى … إلى …

تذكرَ حينما يقولُ معهم

( وصلنا لو بعد بعد شوية للسفر ) ..





البصرة / ٢٨-٨-٢٠١٩



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق