أبحث عن موضوع

الجمعة، 6 سبتمبر 2019

بينَ جدرانِ الغياب ............................ بقلم : أحمد عبد الرؤوف _ سورية


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏أحمد عبد الرؤوف‏‏



أبي أضـناكَ مغـــلــوباً غيابي
فما شئتُ التّوحـدَ خلفَ بابِ


وجـــــدرانٍ تـــؤازرُه فــإمّــا
بســجــنٍ أو بأنــيـابِ الذّئابِ


دمـوعُك يا أبي تهـمي بخدّي
كهديِ القطرِ من عينِ السّحابِ


وصبرُك شابَ من فرطِ التّمنّي
ودهـــري لا يجــيــبُك بالإيابِ


فليتَ العــمـرَ يمـضـي والمنايا
تــنــاهشُـــه كصــقــرٍ أو عقابِ


وليــتَ الرّوحَ تفـنـى كالأماني
فـمــا أقسى الحياةَ بلا شبابِ !


طـويتُ العمرَ من حـزنٍ لحزنٍ
وآخــــرُه بســـجـنٍ واغـتــرابِ


على كفّيـهمـا تــشــقى اللّيالي
وتقضي النّفسُ حتّى في الشّرابِ


أنا وحــدي أســائلُنـي بذنــبي
ويبــقى السّرُّ مفـقـودَ الجوابِ


بهذا السّجنِ روحي قبلَ جسمي
مــكسـّــــرةٌ ، ممــــزّقةُ الثّيابِ


كأنّي مـــا غــزلتُ الشّـعرَ ورداً
حــدائقُــهُ تغــنّي في كتـــابي


ولا أوقـدتُ من أجــلِ التّنائي
ربيعَ الوصـلِ في قفرِ الشّعابِ


كأنّي ما ابتـسـمتُ بكـلِّ حقلٍ
وأيّامــي ســـرابٌ في ســرابِ


سُجنتُ بـغــيرِ ذنــبٍ يا إلهي
فأدركْ وحدتي وارحمْ عذابي


فهذا السّجنُ أقسى من ذنوبي
ومـن تقطيعِ أعــنــاقِ الرّوابي


أبي بــردُ القـيــودِ أذلَّ عظمي
وأرّقني ضحىً صـوتُ الغرابِ


وســجّانٌ قبيحُ الحــسِّ صلدٌ
يوحـّدُني بحــزني واكتــئابي


يفتّتُ في دمـــي بــردَ المنايا
ويحرقُ في الرّؤى صورَ الضّبابِ


يعــاتبُني ندى الخــابورِ يبكي
وتـــقـتــلُني عــبــاراتُ العتابِ


ليالي الأنسِ والغـيــثُ المنقّى
ورسمُ الدّارِ يسـري في إهابي


وعصـفــورٌ بـقــريتِـنــا ينادي
اشتياقاً لي وصوتي في الغيابِ


فلــو خُيّرتُ مـــا بينَ الأماني
تمـنّيــتُ المنيّةَ عــن ذهـــابي


فسامحْني على وجـعٍ عظيمٍ
بصــدرِك ثابتٍ مـثـل الحِرابِ


وسامحْني أبي إن مـا التقينا
ستدركُني غــداً تحتَ التّرابِ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق