أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 3 سبتمبر 2019

الحبيب ُ أولى بالقُرب !!.................... بقلم : زياد حجي// العراق




محضُ صدفة ٍ ..

ان يولد َ حبّنا في ارض ٍ معجونةٍ بالتناقُضِ والإنفصام

حبٌّ كهذا الذي بيننا كان َ يغتسل ُ بماء ِ البرتقال ِ

يلّبس ُ ثيابه ُ ويتوجّه ُ الى شروق ِ الشمس صباحاً

كان َ مقدّرا له انْ ينبت َ في شقوق ِ صيف ِ هذه البلاد

بيد َ انّه ُ حبٌّ من زمان ٍ آخر ..

حبٌّ يتجول ُ في شوارع ِ روما الخالدة يتسكّعُ في تعاريجها التي تربط ُ الحضارة َ بالخلود ِ والدفء




حبٌّ يمشي ليلا ً في حارات الشام القديمة ِ ويسبح ُ في بُرك ِ ( الياسمين الشّامي) ثمَّ يتسلّق ُ جبلَ ( قاسيون) الشاهِق من خاصرته ِ ويغنّي بصوت ِ

( صباح فخري ) من اعلى القِمة :


( يا مال الشّام ويلّا يا مالي

طال المَطال يا حلوة تعالي

,,,,,

مهما طال,طال وطوَّلْ

انا لا بتغيَّر ولا بتحوَّلْ )


حبٌّ بهذه ِ النُدرة والدهشة تُزقزق ُ العصافير ُ على صدره ِ ويمدُّ الفراشات ِ بالالوان ِ والكحل ِ والخِفّة

كان َ من َ الممكن ِ ان ْ يولد َ بعيدا ً عن هذي الديار الموقوتة ِ بالكُره ِ والسّادية ..

كان َ من َ اللائق ِ به ِ انْ يولد َ في باحة ٍ مُطلَّة ٍ على نهر ِ السّين انْ يقْطَع َ عرضه ُ بقوارب ٍ من ْ شجرة ِ

التّفاح ثمَّ يستلقي َ بثيابه ِ الداخلية ِ على رمال ِ شواطيه.

لمْ يَكُنْ وجودنا محض ُ ..

بل دكتاتورية ُ قَدَرْ او ربما نِذرُ عادة!

خُلقنا ليكون َ هذا الحُبّْ .. بينما خُلق َ الحبُّ لنكون!

ورُبّما لأن ّ حبَّنا اعظم ُ من ْ ان ْ يكون َ بلا نذور بلا اهداف, إنّه ُ خارق ٌ للعادة, متجاوز ٌ لبلاهتها المُملّة

انّه ُ المُنقِذ ُ للعادة من َ العادة

إنّه ُ المُبتكر ُ لعرف ِ الهوى ..


أيّها الحبُّ المنبعث ُ من ْ مسام ِ الماء ..

الطالِع ُ من خدود ِ الزهر ِ السابح ُ في احواضه ِ ..

الهادئُ في عنفوانه ِ ..

ماذا أُسميك َ وانت َ المولود ُ في غير ِ زمانِك!


سأُسميك َ قوربان ُ القلوب ُ التي تنتعل ُ الجراح

صوت ُ الرسائل ِ المُستضعفة ..

بريد ُ العشق ..

هاوية ُ الحُلم ..

مثلك َ يا حب ُ يليق ُ بفتاة ٍ تشبه ُ الآلهة ُ في بهوها

مثلك َ جدير ٌ بالتضحية ..

ومثُلها جديرة ٌ بأنّ تكون َ أخر َالصبايا التي تُطعن بخناجرِ العادة ِ والبلاهة ..

مثلُها يستحق ُ كلّ هذا الحبِّ والعناء ..

مثلنا نحن ُ الثلاثة ُ يا حُبّ ( انا , انت وهي )

اعظم ُ من خُرافة ِ !!

( الأقربون َ أولى بالحُبّ) !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق