أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 3 سبتمبر 2019

ترانيم حنين ( ج 2 ) .............................. بقلم : دنياس عليلة _ تونس







مازلت ألملم شتات لوحاته،

أنفض عنها غبار النسيان

وأعلقها على جدران الصمت

الذي ساد الأجواء و المكان

تهزني الذكرى فأسترسل

اطياف فنونه و وهج ومضاته

المسافرة على أجنحة الهجران

أغوص بمداها البعيد

أفتش عن لمساته و زخات عطره

الفائحة بسحر البيان

أفتش عنه بين اللوحات،

بين ثنايا الخيالات

و بين طيات الأزمان

أتحسس بأناملي بقايا

محبرته و شظايا الألوان

وأبحث عن نبض احساسه

وعزف فؤاده الهيمان

وعن بداية قصة طرّزها

بحاء و باء كانا

بين السطور يتألقان

***

أ يا حبا يكبر في داخلي

رغم الجحود و النكران

و رغم و بعد ما كان

و يا عشقا أزليا

يعانق اليقين والإيمان

سل روحي السجينة بجوفك

هل ترضى بغيرك سجان

و كيف أخفت عنك

أدمع الصبابة و الهوان

وسل نبضي الخافق

بين اوتارك

هل غيّر نغم الخفقان

مازال حبك يا سيدي

يطارد أقداري

و يتبعني كما ظلي

في كل مكان

و مازلت ابحث في تفاصيلك

عن عاشق ولهان

عن نزق مبدع و ريشة فنان

***

إن بي شوقا حارقا كالنار

أشعل مواقد صبري

ونسف قرار الكتمان

جعلني أعاند عقلي،

أخاتل رصانتي

وأعلن عليهما العصيان

بكل ما اتيت من عشق و غرام

لأمضي اليك بهوس و جنون

اسابق حلم فؤادي السكران

كأنني أحتسي من كأس الوجد

خمرة الاشواق بإدمان...

***

وإني هاهنا الآن

عدت لملجئي و ملاذي

ووطني الآمن الذي

اغناني عن كل الأوطان

عدت من منفى أشجاني

أسوق هودج الحنين

و أطوي مسافات الحرمان

تزفني إليك من جديد

مزامير الهوى

تحت وابل من ورود التحنان

***

جئت ادعوك

اعتلاء منابر الاحساس

لتصدح بحب ملك مني

ومنك الوجدان

أتيت ألهمك

من مشكاة الروح و وهج الكيان

و أجعل من بريق أحداقي

منارة تنير دربك

كل ما سكنها اللمعان

كي يسطع نجمك من جديد

في كوكبة العاشقين

و تحلق مع الانوار

في الأفق النشوان

كي ترتقي مدارج الحالمين

وتلتحف رداء الألق و زهو الايام

مازالت فوانيس الامل

تتلألأ في سماء ركح فنون الهيام

و رايات العشق ترفرف عاليا

و تصافح لفحات الفضاء

البهيج بعنفوان

تستجذبني كل مساء

إضاءة خافتة بلون الارجوان

منبعثة من شموع الإنتظار

التي تأبي الإحتراق و الذوبان

و تلتقط عدسة لهفتي

لحظات رائعة لروحين يتوحدان

في جسد واحد يتراقصان

على وقع أهازيج الوصال

و عزف الكمان

فيحفل المشهد

و تكتمل الاركان

***

ليت الحلم ينصفني

و ليتك يا عمري تدركني

قبل فوات الأوان

لا تقف مترددا خلف الستار

و اغمرني شغفا حد الذوبان

أغرقني في بحور الأشعار

و اطربني بشدو الألحان

اتقن رسمي ثانية بكل الافنان

فأنا لوحدي جمهور صفيق للإتقان


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق