أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 3 سبتمبر 2019

قنابلُ الثقوبِ السوداءِ – أبواقُ إسرافيلِ / رواية الجزء (1)................................ بقلم : ابراهيم امين مؤمن


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏لحية‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏‏


الجزء 1

قلبٌ ذو شطريْن...

جلسَ يعقوبُ وزيرُ الدفاعِ الاسرائيليِّ بجانبِ الحاخامِ الأعظمِ فى أكبر معبدٍ يهودىٍّ على أرض إسرائيل ، جلس صباحًا مرتديًا ثوباً أسود وقبعة سوداء على رأسه، وحول عنقه لفافة بيضاء طويلة.

جلسَ ليؤدى صلاته، وفى كل مرّة يقولُ له الحاخام إقرأ صلاتك بنفسك ، ويردُّ عليه يعقوب فى كلِّ مرّةِ كذلك.. بل أودُّ أن أتلوها مِن فمكَ سيدي الحاخام الأعظم.

فلمْ يجدْ الحاخام مفرّاً فى كلِّ مرّة إلا تلبية رغبته ..

فيقول له .. رددْ ورائى يا وزير إسرائيل ، فيعترض عليه ويقولُ أنا يعقوب فقط .

فيقول له ..رددْ ورائى يا يعقوب فتلا مِنَ التوراةِ ..

«إسمعْ يا إسرائيل الرّب إلهنا ربٌّ واحدٌ، فتحبّ الرّب إلهك من كلِّ قلبك، ومِنْ كلِّ نفسك ومِن كلِّ قوتك. ولتكنْ هذه الكلمات التي أوصيك بها اليوم على قلبك. وقصّها على أولادك وتكلّمْ بها حين تجلس في بيتك حين تمشي في الطريق، وحين تنام وحين تقوم، وأربطها علامة على يدك، ولتكن عصائب بين عينيك، واكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك»

يقولها فقرة فقرة ويردد كذلك خلفه فقرة فقرة كأنّه يلقّنه ، وبعد الإنتهاء يصرُّ يعقوبُ على تلثيم رأس الحاخام .

بعدها يتناول يعقوب لفائف التوراة وفيها جميع الأسفارالخمسة يقرأ بعضًا منها باللغة العبرية كما هى مكتوبة ، ثُمَّ يرفعها بيده ، وبعد القراءة تُطوى اللفائف وتُحفظ في كسائها ثم تُعاد إلى مكانها.

وبمجرد أن تُطوى اللفائف ينزوى جانبًا فى المعبد ليحدّثَ نفسه كالمعتاد.

وكان فى هذا اليوم بالغ الأسى والحزن على حال اليهود الذى لا يستقرّ لهم مقام، فالرئيس الامريكى لمْ يؤازرهم بقوّة كسابقيه من الرؤساء. وميوعة هذه المؤازرة جعلته يفكر كثيرًا كثيرًا حتى قاده تفكيره إلى الماضى السحيق ، ماضى بنى إسرائيل مع فرعون مصر.

فتذكّر محاولة فرعون مصر لاستئصال شأفتهم ، بيد أنّ موسي أنقذهم من الفناء ، وتيه أربعين سنة فى الأرض ، وتذكّرَ بختنصر بابل وكيف تعامل مع اليهود على أرض فلسطين ، إضطهدهم ، إستعبدهم ، قتلهم ، مزّق توراتهم ، خرّب بيت المقدس ..ثُمّ قال بازدراء غاضب.. ألَا لعنة الله على العراق.

ثُمّ أمعن فى الذكرى الأليمة لحال وطنه عندما أحرقهم هتلر، ولولا ستر الله لاستأصلهم من جذورهم ولكنّ الله أراد بقائهم لأنهم أبنائه وأحباؤه ، فقادهم ذكاؤهم ألّا يتجمعوا فى أرضٍ واحدةٍ لإن العالم كلّه للأسف يتربّص بهم ويكرههم.

وظلّوا مذلولين للرومان حتى جاء الغزو الإسلامىُّ وأخذَ منهم الجزية ... يأخذ منهم بدلًا انْ يدفع لهم!!.

وعاشوا مشتتين ، نعم.. أكثرهم يعيش على أرض دولة إسرائيل ، والآخرون على أرض الولايات المتحدة الأمريكيّة ثُم القليل منهم يعيش بين دول أوروبا.

دول أوربا المسيحية التى ترى أنّ التوارة ألدُّ أعدائها ، إضطهدوا واستعبدوا معتنقيها طوال تاريخهم العتيق حتى عام 1948فخفَّ الحِملَ عليهم.

ثُم اتّجه ببصره إلى أعلى وقال ..

أنحن أبناء الله وأحباؤه فعلاً!!!.

أنحن أسياد العالم فعلاً !!

نحن عشنا عبر تاريخنا كلّه أراذل العالم .فلابد من الخلاص من هذه المسكنة والذّلّة ، لابد أن نتقلّد السيادة على العالم كلّه بما فيهم أمريكا.

وبينما هو شارد فى الزاوية إذْ أقبل عليه الحاخام الأعظم وقال له .. لعلك تفكر فى شأن اليهود كما هو معتاد وكما أعرفه عنك ،، ثمّ تركه ودعا له وبارك .

رنَّ هاتفُه بعد مغادرة الحاخام مباشرة ،إنّه رئيس المخابرات المخلِص يخبره بإجماع أصحاب القرار الإسرائيليِّ توليته رئاسة الوزراء، وإمساكه لمقاليد الأمور فى دولة إسرائيل.

بعد أيام ..

جاء خبر تولية يعقوب إسحاق على إتحاد المقاومة الفلسطينيّة كالصاعقة وخاصة المعسكرين فى الأنفاق .

وبتولية يعقوب الذى يصفونه قادة إتحاد المقاومة بإنّه أكثر رؤساء إسرائيل دمويّة على مدار تاريخ الإستعمار الإسرائيلي للمنطقة ، لم تجد المقاومة بُدّا من إثارة الأوضاع حتى الغليان ،،قالوا.. لابد من الضرب فى جلِّ أنحاء المستوطنات لكى تعلم إسرائيل أنّ إتحاد المقاومة لا يخاف من أحد حتى ولو كان مثل هذا السفاح الدموىّ يعقوب اسحاق.

وصدر الأمر من نفق الوادى الجديد بمصر بتنفيذ سلسلة العمليات القتاليّة .

تحركتْ جلُّ القوى فى آن واحد ،، تسللتْ عدة مجموعات فى أماكن متفرقة من المستوطنات الإسرائيليّة وقامتْ بتفجير عدد منها أبرزها تل أبيب وقطاع غزة والقدس المحتلة ، سقط على إثرها مئات القتلى وآلاف الجرحى فى صفوف الإسرائيليين ، وكان منهم عشرات الأطفال الرُّضّع وكذلك عشرات النساء.

كما تقدّمَ العشرات من المتطوّعين الفلسطينيّن وارتدوا الأحزمة الناسفة واقتحموا هذه المستوطنات وأحدثوا فيهم خسائر بشريّة وماديّة فادحة.

ولقد شنّتْ أيضًا المقاومة هجومًا متوسعًا بقذائف الهاون والصواريخ على نفس المستوطنات التى تفجّرتْ فى العمليات السابقة وسقط من نتاجها أيضًا أكثر من ألفىْ قتيل إسرائيليّ وعدة آلاف مصابين.

وترامتْ الجثث الاسرائيليّة تنزف العار قبل الدماء فى عيون قادتهم ، جثث جنود وأطفال ونساء وعجائز.

وقد ردّ يعقوب فورًا على حركات المقاومة الأخيرة بأنْ ذبّحَ أبناءَ الفلسطينييّن وطارد كلَّ مَن عليها مِن الرجال والشباب حتى أجلاهم مِن على الأرض فاختبأوا فى الأنفاق ، فحاول مطاردتهم بيد أن تكنولوجيا أجهزة البحث عن الأنفاق إزاء تكنولوجيا التعمية عليها منَ الطّرف الفلسطينيِّ ضعيفة نسبيًا ، فلمْ يستطعْ النيل منهم وخاصة أنّ هناك أنفاق محصنة تحصينًا كبيرًا .

*ومنذ هذه اللحظة تبدأ مرحلة جديدة مِنَ الصراع الإسرائيلي الفلسطينىِّ مدتها 26 عامًا تقريبًا ، بلورتُهُ أنا الكاتب بناء على تفاعله مع الأحداث العالميّة التى رسمتها فى المستقبل*

ومِن أجل الوصول إليهم رفع تظلّم إلى الأمم المتحدة بشأن فندق سونستا طابا بمصر ، واستشهدَ فى مظلمته أنَّ إسرائيل هى مَن أنشاته وليس هذا فحسب بل أنشأت أيضًا قرية رافي نلسون .وكان ردُّ الرئيس المصرى هو قبول تظلمه نظير أخذ مبلغ ضخم أرسله بعد ذلك إلى صندوق النقد ليسدّد بعض ديون دولته بعد أخذ قدرٍ منه له ولبطانته.

وبذا أصبح ليعقوب قاعدة تجسس عريضة على حركة المقاومة فى سيناء كلّها فضلاً عن تجسسه على مصر.

ثُمّ أمر بتطوير تكنولوجيا البحث عن هذه الأنفاق اللعينة.

ثُمّ دعا الشعب اليهودىِّ جلَّه إلى فلسطين لتوسيع الإستيطان ، ولكى يتم التهويد على أكمل وجه أمضى معاهدة رباعية لإخلاء قطاع غزة بالخصوص من الشعب الفلسطينيِّ ،، وقد وافق عليها الرئيس المصرى بتأييد الرئيس الامريكى لها نظير بعض المال أيضاً ، وتمّ توثقيها فى الأمم المتحدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق